(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). وعُرف الحبل بأنه (القرآن) ومعناه (الجامع).. وفي قول العرب "ما قرأت هذه الناقة سلي قط" أي لم (تضم) في رحمها جنيناً قط.. ويقول الحق تعالى (إن علينا جمعه وقرآنه). إنه (الدستور الحاكم) المنزل من السماء وأول كلماته المنزلة (اقرأ).. فهل من قارئ؟ اعتصموا ولكن.. تذكروا أن أول اعتصام في التاريخ (SIT-IN) في أمر (الحكم والحاكم) كان من الأخ الأكبر ليوسف عليه السلام! (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ).. وجلوس محمد عليه الصلاة والسلام في الحديبية كان اعتصاماً لحكم الله ولم يُطِقهُ عمر (وقام معترضاً) عليه السلام وجال على بعض الصحابة يلتمس المشورة وقال: وعلامَ نعطي الدنية في ديننا؟ وقالت العرب: والله لايدخلها علينا عنوة! ورجع النبي صلى الله عليه وسلم.. واستغفر عمر عليه السلام ومازال.. وعاد النبي بعدها وقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء!.. وفي منازل أخرى انتصر الله ل(اعتراض) عمر بن الخطاب.. وخبر الناس الدرس وتعلموا السؤال الحكيم: (أذلك وحي يارسول الله أم هو الرأي والمشورة؟) والإعتصام هو بالضرورة مجادلة في أمر (الحكم والحاكم).. وليس كل الحكم من الله ولكن الله هو أحكم الحاكمين.. ذهب ابن عباس لمجادلة الخوارج وهم معتصمون وقال: (لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دار، وكانوا ستة آلاف فقلت لعلي: يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة، لعلي أكلم هؤلاء القوم. قال: اني أخافهم عليك قلت: كلا، فلبست، وترجلت، ودخلت عليهم في دار نصف النهار، وهم (يأكلون) فقالوا مرحبًا بك يا ابن عباس، فما جاء بك؟ قلت لهم: أتيتكم من عند أصحاب النبي، ومن عند ابن عم النبي وصهره، وعليهم نزل القرآن، فهم أعلم بتأويله منكم، وليس فيكم منهم أحد، لأبلغكم مايقولون، وأبلغهم ماتقولون، فانتحى لي نفر منهم وقلت: هاتوا مانقمتم على أصحاب رسول الله وابن عمه قالوا: ثلاث قلت: ماهن؟ قال: أما إحداهن، فإنه حكم الرجال في أمر الله وقال الله: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ). ما شأن الرجال والحكم؟ -وعندما انتهوا- قال ابن عباس: أما قولكم حكم الرجال في أمر الله، فأني أقرأ عليكم فى كتاب الله أن قد صيّر الله حكمه الى الرجال في (ثمن ربع درهم)، فأمر الله تبارك وتعالى ان يحكموا فيه أرأيت قول الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ) وكان من حكم الله انه صيّره للرجال يحكمون فيه، ولو شاء لحكم فيه، فجاز من حكم الرجال، أنشدكم بالله حكم الرجال في صلاح ذات البين، وحقن دمائهم أفضل أم في (أرنب؟) قالوا: بلى هذا أفضل ..!! ومن هنا.. ماهو الأفضل للسودان يا حمدوك ويا برهان قطط الإنقاذ السِمان؟.. أم أرانب إزالة تمكين الكيزان؟ فالشعب يقول لكم وبكل وضوح: لاهذا ولا ذاك! والأفضل حقن الدماء وأنتم رجال المرحلة الصعبة ومعكم أمراء الحرب بعد السلام.. الشعب يريد السلام ويقول لكم: تماسكوا بالمعاصم وليس الاعتصامات!.