يكتسب هذا الكتاب أهميته من طبيعة القضايا والأفكار التي تناولتها مؤلفته الأستاذة الصحفية تنسيم عبدالسيد في ظل نمو تيار الغلو والتطرف والعداء للآخرين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً لكنهم عملياً أسهموا في تشويه سماحة الدين والقيم الفاضلة والمعاملات الإنسانية التي تعزز التعايش الإيجابي بين البشرية جمعا. إنه كتاب "المتاهة والحقيقة" الذي أكدت فيه تنسيم حقيقة أن باب الاجتهاد في الدين وإعمال العقل سيبقى مفتوحاً إلى يوم القيامة وأنه لاتوجد ضمانات لدخول الجنة أو النار بظاهر الأعمال وأن الباب مشرع أمام كل من عصى الله ووقع في الآثام صغيرها وكبيرها للتوبة الصادقة . أكدت المؤلفة حقيقة ان رحمة الله الرحمن الرحيم اللطيف بعباده تشمل الناس جميعاً وليس من حق أحد ان يقسم صكوك الجنة والنار على عباد الله ولا توجد ضمانات لدخول الجنة أو النار، وأكدت أن جبر خواطر الناس بغض النظر عن دينهم من أفضل الأعمال وأجلها عند الله سبحانه وتعالى فالكمة الطيبة صدقة وتبسمك في وجه أخيك صدقة وإماطة الأذى عن الطريق صدقة.` كما أن معاملة الخالق جل وعلا لكافة الخلق بمختلف ألوانهم ومعتقداتهم قائمة على العدل المطلق لا فرق من أطاع ومن عصى لأنهم جميهاً خلقه يدبر أمرهم ويدير شؤونهم وأبواب رحمته مشرعة حتى قيام الساعة. الجنة ليست لأمة محمد وحدها فكل رسول بعثه الله في قومه ثم آمنوا به وصدقوه فيما جاء به واتبعوا الصراط الحق فقد أنقذوا أنفسهم من النار واهتدوا إلى طريق الجنة. اكتفي بهذه النقاط التي خرجت بها من هذا الكتاب الذي يؤكد أن الدين الخالص لله يقوم على سماحة الأقوال والأفعال والرفق واللين وترك الخلق للخالق بدلاً من إصدار الأحكام الظالمةعلى الظاهر من أعمالهم. انتقدت تسنيم العلماء الذين يصدرون الفتاوى والأحكام حسب رغبة الحاكم ويتلونون مع طبيعة نظام الحكم كما انتقدت الذين يرتكبون الجرائم الإرهابية ويهدرون دماء وأعراض الخلق باسم الدين والدين منهم براء. تحت عنوان "أمة العدل الضائعة" أكدت انه لافائدة من الصلاة والصوم والحج والزكاة فيما تتصدر دولهم قوائم الدول الأكثر فسادا.