عبد الكريم قابلته أول مرة العام 1993 في لندن بمعية الكريم أستاذ معاوية يسن، عند تسجيله أغنيات في أستديو في وسيبنغروف. سمات شخصيته في نضوج منذئذ حتى آخر لقاء لنا قبل أشهر في دبي عابراً للسودان. ضجيج من ثقافة عميقة أصيلة المنابع، والطيب الفطري. عبد الكريم، أذناه تسمع وتحسبه لا يتكلّم، وعندما ينطق تعطل مكونات حديثه الثر قدرتك على الكلام. أنتج مئات الأغنيات لشعراء من الأركان، كل أنشودة لون جديد شعراً ولحناً، وضخ شعراً مميزاً غنياً، ولحّن لآخرين مثل أبو عركي أحد أعمدة الغناء في السودان. رحل عبد الكريم الفنان والشاعر والملحن العميد، تقبله الله قبولاً طيباً مباركاً، وآخر كلماته "الوطن.. الوطن.. يبنى بصبرِ الرجال والنساء وبصيرتهم ووحدتهم… أبحثوا عن مواطن الاتحاد لا خطوط الاشتباك" كما قال… اللهم أغفر وأرحم يا خير الغافرين يا أهل المغفرة.