كشف الخبير والسفير، إبراهيم الكباشي، عن تعرض البلاد إلى تجربة ليبرالية اقتصادية جديدة، جعلت السودان (كخنزير غيني) للتجربة، وذكر أن البلاد تواجه (كارثة) بسبب خلل في التطبيق أدى لانسداد كامل لأفق الحل. وشخص الكباشي، الأزمة السودانية في العقبات الحاجبة لاستيعاب معضلة الشباب الراهنة، (التشخيص الصحيح)؛ لأنه يقود إلى مشروع العلاج المتكامل، ودعا إلى قيام مؤسسة للصناعات والأعمال الصغيرة والمتوسطة، برأسال مال لا يقل عن (10) مليارات دولار، تكون منصة انطلاق لحل مشكلات البلاد السياسية، الاقتصادية والاجتماعية. وقال الكباشي أمس في منبر شباب المستقبل، حول الصناعات والأعمال الصغيرة والمتوسطة، إن خصائص الظاهرة الشبابية السودانية، تبرز في أن (63%) من الكتلة البشرية بالبلاد فئة شباب، بما يعادل حوالي (23) مليون شاب وشابة، موضحاً أن نسبة الشباب في الكتلة البشرية عندما تتجاوز (34%) تمثل مهدداً خطيراً أو ثروة يمكن استغلالها وتوظيفها. وأكد الكباشي أن البلاد تواجه أكبر (معضلة سياسية واقتصادية متشعبة)، وهنالك عقبات تحجب الإدراك الصحيح لتفهم المعضلة، وأرجع ذلك لأسباب التشخيص الناقص أو الخاطئ، أو لانعدام الرؤية الكلية او رؤية يحيط بها تشويش، مما انعكس سلباً في إيجاد المعالجة السليمة، أو أدى لاتخاذ معالجات ناقصة ومبعثرة، وأفاد أن هذه العوامل تسببت في معالجات خاطئة أو محدودة، لا تشمل كل جوانب المشكلة الكلية. وأضاف: "البلاد تواجه ظاهرة (مزعجة جداً) تبنتها حكومة حمدوك، برزت في مسألة الإعانات والدعم الخارجي"، موضحاً أن البلاد تعرضت لتجربة لبرالية اقتصادية جديدة جعلت السودان (كخنزير غيني) للتجربة، وذكر أن هذه التجربة تقوم على ثلاثة محاور مهمتها تحريك وتحرير الاقتصاد، واتخاذ معالجات اقتصادية، منوهاً إلى أن أي خلل يحدث فيها تنتج عنه (كارثة)، وهذا تواجهه البلاد بانسداد كامل لأفق حل الأزمة. وشدد الكباشي، على أن الهياكل السياسية والاقتصادية الراهنة، لا تمتلك الرؤية البرامجية المتكاملة، كذلك غياب الوعي الراسخ، والمؤسسات اللازمة لمواجهة واستيعاب ضروريات الحلول الجذرية، وتابع: (مخطئ من يظن أن الحل يحدث بمجرد سقوط نظام أو قيام نظام سياسي) . وأفاد أن الخيار العملي لانتشال البلاد وظاهرة تضخم شبابه من حالة التوهان الراهنة تكمن في (التوظيف)، بالاستفادة من (7) الآف فرصة عمل، بقطاع الصناعات والأعمال الصغيرة والمتوسطة، وتجارب (12) دولة نفذت هذا النظام، حتى يسهم في توظيف ملايين. وأشار الكباشي، إلى أن نجاح هذا الأمر يحتاج إلى إسناد سلس واسع المدى، وإنشاء حاضنة مجتمعية متكاملة تربط كل أصحاب المصلحة بالبلاد.