لم تتوقع آلاف الأسر بمدينة المناقل أن تصبح بين ليلة وضحاها في العراء وعلى قارعة الطرق بعد أن فقدت المأوى والمستقر نتيجة الانهيار المباغت لمنازلهم بسبب سيول وفيضانات اجتاحت المدينة مطلع الاسبوع الحالي، في المقابل شهدت المؤسسات الحكومية كالمدارس والمساجد واستاد الناشئين اكتظاظًا كثيفًا حينما داهمتها الأسر بعد إخلائهم للمنازل المنهارة.
أضرار بالغة
وعلى غير العادة باغتت السيول والفيضانات الأسر ونجمت عنها أضرار بالغة فقدوا على إثرها المأوى والمستقر، حيث أجمع مواطنون على أن المنطقة منذ العام 1988 لم تشهد حالة فيضان وسيول كهذه المرة، واضافوا أن الاسر تحتاج إلى الدعم والمساعدة، بعد أن فقدت كل ما تملك واصبحت خاوية ولا تمتلك شيئا. حكاوي وروايات مأسوية تحكي عنها الأسر ولسان حالها يغني عن السؤال كذلك آلاف من العوائل ممن شردوا ولاذوا بمؤسسات حكومية طلبًا للمعونة ولمواجهة تبعات وضع إنساني ينذر بكارثة قد يطول أمدها، هذا إلى جانب استضافة ميسوري الحال لأسر باتت بلا مأوى،غير أن التوقعات لما حدث أن الأسر ستعيش واقعًا مريرًا، مستصحبًا معه وضعًا صحيًا كارثيًا قد تنجم عنه إصابات ببعض الأمراض كالحميات والملاريا والنزلات المعوية.
نفرة ومساندة
وبحسب مشاهدات تم رصدها في منطقة عبود التي تضررت كثيرًا من السيول والفيضانات ، سارع نفر كريم من ميسوري الحال في المنطقة لاستضافة المتضررين الذين لاذوا بالفرار من منازلهم تاركين كل مدخر للحياة في مقبل الأيام القادمات للأسر ، وتقول في هذا الجانب الحاجة آمنة قسم الله إن المياه داهمت منزلهم وانهارت منازلهم هي وابناؤها المقيمون بجوارها وتضيف انها أصبحت لا تمتلك حتى ملابسها. واضافت أن قرابة 8 اسر فقدت منازلها تمت استضافتها عند أحد الأقرباء الذي تكفل بهم منذ بداية السيول التي شارفت على الأسبوع، مروة الامين يوسف متضررة من السيول قالت بحسرة إن كل تفكيرنا انصب في سلامة الاولاد والحمد لله على كل حال، واضافت انها انتقلت الى منزل والدها الذي بدوره انهار لحظة دخولها عليهم ورددت بنبرة يائسة نحن منتظرون رحمة الله، ولن ننتظر من الحكومة شيئًا ونسأل الله أن يرحمنا قبل الناس.
رصد ومتابعة
عقب انهيار آلاف المنازل والمساحات الزراعية بالمناقل كشفت غرفة الطوارئ المركزية بمحلية المناقل عن اضرار بالغة خلفتها السيول والفيضانات التي اجتاحت المدينة مطلع الاسبوع الحالي، ورصدت غرفة الطوارئ حالة وفاة واحدة بقرية الشكينيبة إلى جانب اصابة شخص آخر نتيجة انهيار المنازل، وكشفت غرفة الطوارئ عن انهيار كلي ل 630 منزلًا و470 منزلًا انهار انهيارًا جزئيًا فيما غمرت السيول مساحات زراعية بلغت 2900 فدان.
وبحسب غرفة الطوارئ وصل عدد الأحياء والقرى والتجمعات التي تضررت إلى 54 قرية شملت الطليان ام دغينة عبود قارو الدقيساب العمارة ابو الكيلك.
وبحسب الغرفة أخلى السكان منازلهم عبر مناشدات عاجلة من الاهالي وتم ايواهم في المدارس والمناطق العالية التي لم تصلها اضرار في المقابل انخرطت أمانة حكومة ولاية الجزيرة في اجتماع عاجل برئاسة ممثل الوالي ومدير الدفاع المدني مقرر لجنة طوارئ الولاية لمناقشة الأوضاع الكارثية التي تعيشها مدينة المناقل ،وقالت غرفة الطوارئ إن إجراءات الحصر ما زالت مستمرة داخل المدينة وتعمل السلطات على السيطرة على الوضع.
تفاهم الأوضاع
قرى وتجمعات تأثرت بالسيول والامطار التي اجتاحت مدينة المناقل كذلك شملت عددا من الاحياء المتضررة من الفيضان 43, 44, 45, 46, 71, 72، مما اضطر الاهالي إلى اللجوء والاحتماء بالمدارس، في المقابل تداعت حكومة المركز للوقوف على الأوضاع حيث سجل عضو مجلس السيادة الانتقالي الطاهر حجر زيارة إلى ولاية الجزيرة ومنها آلى المناقل يرافقه والي الولاية وأمين الحكومة، وزار المناطق المتضررة وعلى رأسها عبود وكوقيلا وغيرها من المناطق.
ماذا قالت الدولة؟
وجه عضو مجلس السيادة الانتقالي الطاهر أبو بكر حجر حكومة ولاية الجزيرة بضرورة الإسراع في معالجة الأوضاع الصحية والبيئية للقرى والمدن التي تاثرت بالامطار والسيول التي شهدتها مؤخرًا اجزاء كبيرة من الولاية.
ووعد حجر خلال تفقده احياء الجيكو وجبيت ومربعي 70 و71 بمحلية المناقل،بتقديم الدعم المادي والعيني للمتضررين بالسرعة المطلوبة.
واثنى عضو مجلس السيادة، على الجهود الشعبية والحكومية لدعم المتضررين، مشيدًا بالمواقف الانسانية للخيّرين من أهل الولاية، مناشدًا الهيئات ومنظمات المجتمع المدني بتقديم الدعم الفني واللوجستي العاجل للقرى والمدن المتضررة بولاية الجزيرة.
من جانبه أوضح والي ولاية الجزيرة المكلف اسماعيل عوض الله العاقب، أن حكومته شكلت مجموعه من اللجان بالأحياء والمدن المتضررة لتوزيع المساعدات بصورة عاجلة، منوهًا الى توفير الناموسيات والخيم والمواد الغذائية والصحية.
الى ذلك عبر مواطنو محلية المناقل، عن تقديرهم لزيارة عضو مجلس السيادة التفقدية للمناطق المتأثرة بالولاية، وتقديمه الدعم والمعينات الإنسانية اللازمة.