احتفلت قناة (النيل الأزرق)، أمس، بذكرى رحيل الشاعر الصحفي، فضل الله محمد، من خلال برنامج (مساء جديد) الذي قدمته فاطمة المصباح، وأعدته عائشة مادري، بمشاركة وزير الثقافة والإعلام السابق، فيصل محمد صالح، وقال فيصل إنه تتلمذ في الصحافة علي يد الدكتور فضل الله محمد، وأشار إلى أنه كان محظوظاً؛ لأنه عمل معه (14) عاماً، تعلم فيها المهنية والاحترافية في العمل الصحفي من خلال تجربة صحيفة (الخرطوم)، التي كانت تصدر من القاهرة في بداية عهد الإنقاذ عام 93، وقال فيصل إنه لم يكن في ذلك الوقت مسموحاً بإصدار الصحف الخاصة، وأشار فيصل إلى فضل الله الذي ولد بود مدني ودرس بها ثم التحق بجامعة الخرطوم ودرس القانون وعمل بالمحاماة ثم بوزارة العدل، وأكد فيصل أن الراحل كان يكتب في (الصحافة) في بواكير شبابه وأقنعه الأستاذ محجوب محمد صالح رئيس تحرير صحيفة (الأيام) بالتفرغ للصحافة، وتولى رئاسة تحرير (المجلة)، وقال فيصل بعد ذلك انطلقت مسيرة فضل الله الصحفية العامرة بالنجاحات والإبداعات، مشيراً إلى أنه تخرج على يديه عدد كبير من أساتذة الصحافة السودانية؛ بسبب أنه كان يشدد على المهنية والاحترافية، وقال إنه كان صحفياً عظيماً وصاحب تجربة متفردة في الصحافة السودانية، رغم أنه كان محسوباً على نظام مايو، إلا أنه لم يكن منتمياً سياسياً لمايو، حيث خرج منها بسيارة متهالكة، ولم يقتحم عوالم السلطة، ودخل السجن، فذهب إليه الأستاذ الباقر أحمد عبد الله ناشر (الخرطوم) بعد انتفاضة أبريل 85، وعرض عليه رئاسة تحرير الصحيفة بالقاهرة، وكانت أول صحيفة سودانية تصدر من خارج السودان، وقدمت الكثير من الأسماء اللامعة في مجال الإعلام منهم الأخ عمار شيلا مدير قناة (النيل الأزرق)، وتولى بعدها رئاسة المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، وحول تجربته مع الشعر الغنائي يقول فيصل: "الأستاذ فضل الله بدأ كتابة الشعر في فترة الثانوي، كتب الشعر العاطفي، ثم جاءت الأكتوبريات، وما لا يعرفه الناس أنه كتب أغنية (الجريدة) التي تغنى بها الموسيقار محمد الأمين، قبل أن يدخل المجال الصحفي، وكانت تجربة مختلفة كررها نزار قباني بعد (30) عاماً، وكتب لمحمد الأمين (زاد الشجون) و(الحب والظروف) و(زورق الألحان) و(كلام زعل) و(أربعة سنين) و(أكتوبر 21)، وكتب لعبد العزيز محمد داؤد (في حب يا أخوانا أكتر من كده)، وأغنيات كثيرة، وقال إن فضل الله لم يكن يتحدث عن شعره كثيراً؛ لأنه كان يرى أنه يُعبر عن مرحلة ماضية من حياته أو فترات وحقب زمنية مختلفة الأحوال والظروف والمتغيرات"، وأضاف فيصل محمد صالح شاكراً لقناة (النيل الأزرق) على اهتمامها الكبير بمبدعي السودان، وقال إنه لا يعتقد أن هناك جهة استعادت ذكرى رحيل الأستاذ فضل الله محمد خلاف (الزرقاء)، وقال إنه يأمل أن يلتقي معارفه وعارفي فضله لإحياء ذكراه العطرة، وأشار إلى أن الموسيقار محمد الأمين تحدث معه في ذلك الموضوع.