قابلت السلطات تظاهرات في قلب "السوق العربي" وسط الخرطوم، أمس، بالغاز المسيل للدموع، خاصةً في المنطقة بين محطة "جاكسون" للحافلات وتقاطع شارعي السيد عبدالرحمن والحرية، حيث تمركزت القوات الأمنية. واستبقت الأجهزة الأمنية التظاهرات التي انطلقت من محطة "جاكسون" للحافلات غرب السوق العربي بإغلاق بعض الشوارع ونشر قوات الأمن مع حركة مكثفة للمركبات الأمنية. ويقول المتظاهرون إن الاحتجاجات التي كانت تتحرك من جنوبالخرطوم إلى محطة "شروني" أصبحت معزولة عن دائرة المواطنين في الأسواق الرئيسية، ثم أن القوات الأمنية طورت تكتيكاتها في مواجهة هذه الخطط. ومع رفع التحوط الأمني وسط الخرطوم، تمكن مئات المتظاهرين من التجمع في شارع فرعي قرب محطة "جاكسون" للحافلات، بينما اضطرت المحال التجارية إلى الإغلاق جراء كثافة الغاز المسيل للدموع. ويصمم المتظاهرون على إحياء مواكب "السوق العربي" ويعتقدون أنها وجهت ضربات موجعة لنظام المخلوع عمر البشير وقد تجدي نفعًا لحراكهم ضد الانقلاب العسكري أيضاً. وتتعامل القوات الأمنية بحساسية عالية مع تظاهرات "السوق العربي" بسبب قربها من القصر الجمهوري، فوصول المحتجين إلى القصر يُعد "انتصارًا معنويًا" للحراك السلمي المتواصل منذ عام وشهرين. وواجه مئات المتظاهرين في "السوق العربي" الغاز المسيل للدموع، وصمموا على المقاومة لأطول مدة، استغرقت أكثر من ساعتين قبل أن ترتفع وتيرة الملاحقات الأمنية ويلجأ المحتجون إلى موكب مماثل في محطة "شروني" وصل من ناحية الجنوب . وفي محطة "شروني" لاحقت مركبات أمنية المتظاهرين وهي تطلق الغاز المسيل للدموع، فلجأ المحتجون إلى المنازل القريبة من المحطة قبل أن يتراجع الموكب إلى حديقة "القرشي".