ظهور بارز لحزب المؤتمر الوطني في محافل عدة، وعبر واجهات رسمية وأخرى شعبية، كان آخرها مبادرة "فاقدنك يا البشير" التي نظمت إفطاراً لفلول النظام المباد بمنطقة كوبر، وعلى إثره أصدرت أسرة الرئيس المخلوع بياناً ينقل حديث المخلوع، ويأتي هذا في وقت لم تُخفض فيه أصابع الاتهام للفلول بعرقلة الحل السياسي إحداث الوقيعة بين الجيش والدعم السريع، ويبدو أن الخطر استشرى أكثر من الفلول، للحد الذي جعل مصير نائب مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ومجموعة من المجلس المركزي الإعدام والتصفية والتشريد والانتقام ومصادرة ممتلكاتهم حال عودة الفلول.. ووفقاً لما ورد يوم أمس، حدد الحزب الشيوعي طبيعة الصراع الدائر في الساحة السياسية الآن، وقال عضو اللجنة المركزية للحزب، صدقي كبلو، إن الصراع القائم الآن هو صراع حول السلطة والموارد بين الحركة الإسلامية وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مشيراً إلى أن دقلو منذ سقوط نظام الجبهة الإسلامية، وضع نفسه في حالة عداء مع الإسلاميين. وأضاف أن الحركة الإسلامية تغفر الذنوب جميعاً إلا لمن يكفر بها، واعتبر كبلو في تصريح ل(الحراك) تنفيذ انقلاب 25 أكتوبر هو امتداد لسلسلة انقلابات الحركة الإسلامية، لافتاً إلى أن مشاركة حميدتي في الانقلاب كان ذكاءً خارقاً من البرهان، وجره في طريق العداء مع الثوار، ومحاولة لفصله عنهم بصورة كاملة، مشيراً إلى أن العداء بين الثوار وحميدتي لم يكن وليد اليوم، وبدأ عقب فض اعتصام القيادة العامة، جازماً بأن انقلاب 25 أكتوبر وسع الهوة بين الدعم السريع والثوار. وشدد كبلو إن الحركة الإسلامية تسعى لتصفية أي تيار مسلح معادٍ لها الآن، ونوه بأن مصير حميدتي ومجموعة من المجلس المركزي سيكون الإعدام والتصفية والتشريد والانتقام ومصادرة ممتلكاتهم، حال عودة الحركة الإسلامية للسلطة مجددًا. اعتداءات على الثوار يُذكر أن المخاوف ازدادت من خطر عناصر المباد قبل يومين بعد تهجمهم على إفطار الشهيد محمد عبد السلام (ميدو)، في ميدان الشهيد ميدو بمنطقة كوبر غرب منزل الشهيد مباشرةً ، حيث دعت لجان مقاومة كوبر الثوار، وتجمعوا وهم يهتفون هتافات الثورة المجيدة، لتقوم عضوية المباد بالاعتداء على الثوار بالأسلحة النارية والقنابل الصوتية والبمبان، كما قامت مجموعة ملثمة على متن بكاسي بيضاء بدون لوحات بإطلاق الرصاص الحي على مرأى ومسمع القوات النظامية المرتكزة في موقع الحدث؛ الشيء الذي يؤكد أن الشرطة إما متواطئة أو ضالعة في التخطيط والتنفيذ لهذه المؤامرة، بحسب ما ورد في بيان لجان أحياء بحري. "فاقدنك يا البشير" يشار إلى أن إفطار الشهيد ميدو كان قريباً من إفطار مبادرة إخراج البشير التي أعلنتها عناصر المباد ونظمت إفطاراً جماعياً، وذلك وفاءاً للرئيس المخلوع، عمر البشير، تحت اسم مبادرة "فاقدنك يا البشير". واعتبر الناطق باسم الحرية والتغيير المجلس المركزي، ياسر عرمان، مبادرة (فاقدنك يا البشير) "ذات شعار سطحي، وتعبر عن حالة توهان، وعدم قدرة على قراءة الواقع الجديد، وعجز الذين تسببوا في عجز مؤسسات الدولة واختطفوها ونهبوها وعملوا على حزبنتها. الحركة جماعة إرهابية عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير، شهاب الدين إبراهيم، تحدث ل" السوداني" قائلاً: "من الواضح أن تأجيل التوقيع على الاتفاق الإطاري أغرى الإسلاميين، ولذلك فهم يقومون بمحاولتهم الأخيرة لأجل التأثير على الاتفاق النهائي". وأضاف: "في اعتقادي بعد فشلهم في تقويض الانتقال عن طريق واجهاتهم، يستعدون لبدء عمل من خلف قيادات النظام البائد". وأشار إبراهيم إلى أن هنالك الكثير من الجرائم التي حدثت في فترة الانقلاب مرتبطة بهذا التنظيم، بالإضافة إلى القتل الذي يتم في شرق السودان ودارفور وتهديد رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر، مشدداً على وجوب تصنيف هذا التنظيم كتنظيم إرهابي أو جماعة إرهابية. وتابع: "كم كبير من الجرائم التي قام بها التنظيم كافٍ لوضعه في خانة الإرهاب". جهات تقف خلفهم المحلل السياسي، د. عبد الناصر سلم، قال إن هنالك تضييقاً شديداً مورس على الإسلاميين، بعد العام 2019، أي في ظل حكومة ما بعد الثورة، لافتاً إلى أنهم الآن عاد لهم نشاطهم بصورة كبيرة، وأضاف: "من الواضح أن هنالك جهاتٍ تقف خلف عودة نشاط الإسلاميين". وأشار سلم بحديثه ل"السوداني" إلى أن المتابع لتحرك حزب المؤتمر الوطني المحلول في الفترة الماضية في عدد من ولايات السودان، واللقاءات التي تمت بصورة علنية، برغم أنه محلول بحكم قضائي، يجدها محاولة من بعض الجهات لخلق نوع من الموازنة ما بين التيارات اليسارية واليمينية. وعزا سلم نشاط الإسلاميين إلى الفراغ السياسي من الممسكين بزمام الأمور، وعدم القدرة على تشكيل حكومة والدفع بها. وتابع: "أنا ضد إقصائهم".