لتغيير الصورة القاتمة التي تتمثل في الفقر الحرب وعدم الأمان كان القرار أن يسافر الطلاب المشاركون في الدورة المدرسية براً عبر القطار وآخرون عبر البصات السفرية تأكيداً على الأمن والأمان الذي تعيشه المنطقة إلى جانب التعرف على مناطق السودان المختلفة عبر المحليات والقرى التي تقع في طريقهم والتي أحسنت استقبالهم بفرح شديد جعلت الطلاب يشعرون بالطمأنينة والأمان حتي وصولهم إلى مدينة نيالا التي كانت في استقبالهم والترحيب بهم وهي تبدو كما العروس للتطور والتنمية التي شهدتها. (2) اهمال البعثات الإعلامية.. حشدت الدورة المدرسية عدداً كبيراً من أهل الإعلام المقروء و الإلكتروني لتغطية فعالياتها بصورة أكبر حيث بلغ عدد أفراد البعثة الإعلامية المبتعثة من النشاط الطلابي 110 إلى جانب صحفيين من ولايات مختلفة، حيث غادرت البعثات الإعلامية عبر البصات السفرية إلى الفاشر ثم (النيسانات) إلى نيالا ورغم معاناة الطريق إلا أنهم كانوا في قمة الحيوية والنشاط، ولكن حدث ما لم يكن متوقعاً حيث لم يتم الترتيب والإعداد الجيد لاستقبالهم من حيث السكن والإعاشة ليتم استيعاب البعض منهم في المدارس و الجامعات إلى جانب بعض الأسر التي قامت بإيواء بعضهم، فيما عانت الأغلبية منا حيث مقر البعثة ب(دار القضاء) و هو منزل كبير حوى ما يقارب الثلاثين (إعلامية).. فكانت المعاناة من عدم توفر المياه وعدم وجود منافع إضافية عدا اثنين.. بالإضافة إلى عدم توفر الطعام ما اضطر بعضهم لشرائه من مالهم الخاص إلى جانب عدم توفر سيارات الترحيل من و إلى مكان العمل التي وعدوا بها ،الأمر الذي أدى إلي تذمر الغالبية منهم ما يجعل البعض يرسل شكواه للجهات المعنية بالأمر أملا في إيجاد حلول لهم. (3) مشاركات الطلاب الثقافية والفنية والمناشط الرياضية والاختراعات وغيرها أظهرت وجهاً إبداعياً آخر للطلاب تمثل في مواهب قادمة بقوة وذلك من خلال العروض التي قدمت لتتوج الولاية الشمالية بكأس كرة القدم فيما حصلت شمال كردفان علي كأسي اليد بنين بنات، فيما نالت الخرطوم كأس الثقافة وكأس التقنية كان من نصيب ولاية الجزيزة، فيما حصد عدد كبير من الطلاب جوائز مختلفة كانت بمثابة دعم وتحفيز لهم. (4) حرصت مجموعة كبيرة من الإذاعات و الفضائيات علي نقل تفاصيل الفعالية نقلاً مباشراً من مكان الحدث إلى جانب استضافة كثير من المهتمين بفنون وتراث المنطقة لعكس العادات و التقاليد إلى جانب العمد والمشايخ للتعريف بالمناطق والقبائل والحكامات نثرن دررهن في الأمن و الاستقرار والخروج من مربع الحرب. (5) غادر عدد كبير من الإعلاميين مدينة نيالا براً و جواً بعد انتهاء الفعاليات فيما غادر عدد من الطلاب في اليوم الثاني عبر القطار حيث انضمت لوداعهم جماهير غفيرة من أهالي نيالا بالدموع والأغنيات وكان مشهداً مؤثراً والطلاب يلوحون بإيديهم من نوافذ القطار، مؤكدين بأنهم سيلتقون بهم مرة أخرى وذلك بعد العلاقات الطيبة التي نشأت بينهم والعلاقات الوطيدة التي مهدتها لهم الدورة المدرسية.