هتافات (تقعد بس) ملأت جنبات استاد كادوقلي أمس قبل وبعد وصول الرئيس عمر البشير إلى المكان لمخاطبة الحشود الجماهيرية من مواطني جنوب كردفان. البشير الذي وصل كادوقلي لتشريف عيد الشهيد القومي طاف على الحشود مستقلا عربة مكشوفة لتحية الحاضرين. الرئيس بدأ في خطابه في اللقاء الجماهيري ولقاء آخر مع الفعاليات السياسية بجنوب كردفان مصمما على جلب السلام بالولاية بإعلانه تمديد إيقاف إطلاق النار حتى يتحقق السلام دون تحديد أي أجال لانتهاء إيقاف إطلاق النار. دفع الثمن تصميم البشير على تحقيق السلام لخصه في إعلان استعدادهم لدفع أي ثمن لتحقيق السلام، وقال: (أي مكان يجيب السلام حنمشي ليهو)، ومضى للإعلان عن تمديد إيقاف إطلاق النار حتى يتحقق السلام. وأكد أن الحرب كلها ظلم وتولد مزيدا من الحقد، مشيرا إلى أن الأطراف التي تتقاتل سودانية. ودعا البشير مواطني الولاية للتواصل مع الطرف الآخر باعتبارهم جزءا منهم لإقناعهم بالسلام، وقال: (نحن لو ختينا الرحمن في قلبنا ما محتاجين وسيط ولا محتاجين خواجه يملينا نعمل شنو)، وأضاف: نحن أحرص على مصالحنا من أي أجنبي لأن الأجانب يأتون بأجندتهم. وأبدى تفاؤله بتحقيق السلام خلال العام الحالي، مشيرا إلى وجود جهود تمضي من قبل حكومة الجنوب لإقناع الحركة الشعبية بالسلام. عناصر سياسية قضية التظاهرات كانت حاضرة في خطاب البشير، كاشفا عن أنها عندما بدأت تتحرك في عطبرة وغيرها كان خروجها لأسباب موضوعية، متهما جهات - لم يسمها - وعناصر سياسية باستغلالها للتخريب والنهب والسرقة. البشير اتجه للتأكيد على أن الإنقاذ خرجت من كادوقلي، وشدد على أن جبال النوبة تم استهدافها لضرب نسيجها الاجتماعي المتماسك وأن همهم هو عودة السلام للمنطقة، وأضاف: منذ اليوم لا هم لنا سوى عودة السلام في المنطقة. وأبدى البشير تمنياته بأن يكون لقاؤه القادم بمواطني جنوب كردفان في (كاودا) عقب تحقيق السلام، متعهدا بتنمية المناطق الآمنة بالولاية وتقديم الخدمات للمواطنين من خلال إكمال الطريق الدائري وإيصال الكهرباء القومية لمناطق الولاية، بجانب تمكين مؤسسة جبال النوبة الزراعية لتتوسع في الزراعة وإدخال القطن المحور فضلا عن محالج جديدة، وكشف عن تلقيهم طلبات من دول خارجية لتصدير ملايين الأطنان من القطن إليها. إفشال المخططات الرئيس امتدح صمود مواطني كادوقلي ورفضهم لكل أنواع زعزعة الأمن في المنطقة بجانب رفضهم النزوح وظلوا ثابتين ثبوت الجبال، ومضى للقول بأن أهل كادوقلي صمدوا وأفشلوا كل المخططات الراغبة في تشريدهم وتحويلهم لمعسكرات نزوح ولجوء ليتلقوا الإغاثة لكنهم ثبتوا وركزوا. منوها إلى التعايش الذي كان موجودا في جبال النوبة بكل عرقياتهم وثقافاتهم ودياناتهم، واعتبره نموذجا غير موجود في أي منطقة أخرى في البلاد، وأضاف: أحد (الخواجات) أخبره بأنه زار جنوب كردفان للتأكد من معلومات بوجود تطهير عرقي وأنه أبلغه بأن المعلومة مغلوطة. تقعد بس بالمقابل أعلن والي جنوب كردفان الفريق أمن، أحمد إبراهيم مفضل، ترشيح مواطني الولاية للبشير في انتخابات 2020م، وقال مخاطبا الرئيس "تقعد بس"؛ مؤكدا أن العمل في الطريق الدائري قد بدأ، مشيرا إلى أن مؤسسة جبال النوبة الزراعية بدأت تعود بقوة. وأشار مفضل إلى تخطيطهم لزيادة الرقعة الزراعية من (3,5) مليون فدان إلى (5) ملايين فدان، ونفى وجود صراع ديني بالولاية، مؤكدا أن المسلمين والمسيحيين بولايته متعايشون ومتحابون، متعهدا بإيصال الكهرباء القومية للولاية. جهاد وتضحيات في السياق قال مدير منظمة الشهيد محمد حاج ماجد، إن جنوب كردفان قدمت اكثر من(2500) شهيد، مشددا على أنها ولاية جهاد وتضحيات وإقدام، وأضاف: "لو كانت الجبال تتحدث لحدثتكم عن صمود الشهداء الذين لم يتخاذلوا حتى عندما نفدت ذخائرهم". وكشف حاج ماجد عن أكثر من (200) وحدة سكنية لأسر الشهداء بالولاية بجانب تقديم (700) وسيلة إنتاج لهم، مشيرا إلى تشييد أكثر من (100) ألف وحدة سكنية لأسر الشهداء بالبلاد بجانب تمليكهم (3) آلاف وسيلة إنتاج. القفز في المجهول وأرسل وزير العمل بحر إدريس أبو قردة رسائل لمن قال إنهم تحركوا في الأزمة الأخيرة مفادها أنهم مستعدون للحوار وليس هناك أي مكان غير الحوار. وأكد أبو قردة أنهم لا يمكن أن يقفزوا في المجهول، مشددا على أن الحكومة تقوم بجهود مكثفة لحل الأزمة. من جهته أكد معتمد كادوقلي عثمان موسى وقوف مواطني الولاية مع الرئيس، وقال مخاطبا الرئيس: "أطال الله بقاءك وغمرنا بنعمك".