الشارع السوداني يترقب إعلان ثالث الحكومات بعد بكري ومعتز لتكون حكومة إيلا أو ما يعرف بحكومة الكفاءات كما وصفها الرئيس البشير. وعلى غير العادة لم تظهر أي تسريبات بتعيين (هذا أو ذلك) وربما كما يرى البعض لإعلان حالة الطوارئ في البلاد ما يجعل القرار أولا وأخيرا في يد الرئيس البشير. في ظل استفهامات حول ما إذا كان سيتم تقليص الوزارت لخفض الإنفاق الحكومي، فضلا عما هي المواصفات التي على أساسها سيتم اختيار الوزراء على أساسها بالإضافة إلى السؤال الجوهري حول إمكانية نجاح حكومة الكفاءات القادمة في إخراج البلاد من الأزمة الحالية. (السوداني) على ضوء هذه الاستفهامات سعت إلى الوزير بمجلس الوزراء السابق طارق توفيق، القيادي بالمؤتمر الوطني د.صديق المبارك فضلا عن الخبير الإداري بروفيسور عثمان البدري، بالإضافة إلى المحلل السياسي الحاج حمد. ما المواصفات التي يقصدها الرئيس لاختيار الوزراء في الحكومة القادمة؟ الخط: طارق توفيق: مواصفات الرئيس تتوقف على المطلوب من الحكومة طارق توفيق: المواصفات الرئاسية تتوقف على برنامج الحكومة وما هو المطلوب منها في الفترة القادمة بيد أن المعيار الأساسي سيكون الشخص المناسب في المكان المناسب. د.صديق المبارك: المواصفات ستعتمد على أصحاب الكفاءات القادرين على العطاء في المرحلة القادمة فضلا عن أنه لن يتم اختيار وزراء من منظور سياسي أو ولاءات ومحاصصات سياسية. الحاج حمد: البلاد تعيش حالة طوارئ والسلطات بيد رئيس الجمهورية، وهذا يعني أن الوزير بالضرورة أن (يسمع كلام الرئيس).. الرئيس لم يطرح حتى الآن برنامجا إسعافيا للخروج من الأزمة وبالتالي مهمة الوزير أن يعمل على تنفيذ هذا البرنامج. د.عثمان البدري: يجب أن تكون مواصفات الوزراء الجدد التأهيل الواسع الأفقي وليس الرأسي لأنهم ليسوا موظفين ديوانيين، فضلا عن إمكانية طرحه للرأي العام والتأكد من مؤهلاته وتوجهاته وأفكاره وسياساته المقترحة ونزاهته، والأهم من ذلك الإفصاح الكامل عن موجوداته ومصالحه قبل أدائه القسم. هل سيحدث تقليص للوزارات عن العدد الحالي؟ الخط: د.صديق المبارك: وارد تقليص وزارات لأن الوضع يتطلب تقليل الصرف الإداري ---- طارق توفيق تقليص الوزارات يتوقف على مهام الحكومة الجديدة وبناءً عليها يتم الهيكل، فإذا أصبح عدد الوزارات في الحكومة الجديدة 40 وزارة ليست مشكلة، فالمهم هو المهام وهل ستجهز للانتخابات القادمة؟ وهل تستطيع أن تحتفظ بمسافة متساوية مع الأحزاب السياسية. د.صديق المبارك: الرؤية ليست واضحة حتى الآن.. في ظل الظروف الاقتصادية وارد أن يتم تقليص وزارات أو دمجها لأن الوضع يتطلب لتقليل الصرف الإداري. الحاج حمد: الوزارت السيادية ستظل كما هي وسيتم دمج الوزارات الخدمية، وأتوقع حل المجالس لأنها تقوم على التمويل الأجنبي وأصبحت تشكل عبئا على الدولة. د.عثمان البدري: استنادا على دراستي يمكن إنشاء خمسة عشرة وزارة فقط بالإضافة إلى مكتب الرئيس والأمانة العامة لمجلس الوزراء وستة أقاليم، فضلا عن إلغاء السيارات الحكومية إلا للخدمات والطوارئ والرئاسة فقط. ما هو المطلوب من مهام لحكومة الكفاءات؟ الخط: الحاج حمد: مهمة الحكومة إعادة الثقة لقواعد الحكم الراشد وتفكيك الولاء السياسي طارق توفيق: القضايا الاقتصادية والحريات العامة، تعد مهام مؤمنة بالدستور والقوانين وموجودة في الحوار الوطني، بالتالي المطلوب من الحكومة القادمة إنزالها على أرض الواقع. د.صديق المبارك: مهمتها النهوض بالاقتصاد والتركيز على معاش الناس والخدمات ومحاربة الفساد والمفسدين، وتكون بها شفافية. الحاج حمد: يجب أن تكون الحكومة القادمة على درجة عالية من الاستقلالية ومهمتها إعادة الثقة لقواعد الحكم الراشد، وأن يتم تفكيك الولاء السياسي، ومن مهامها أيضا أن يتم التعيين في الجهاز التنفيذي من أصحاب الكفاءات، وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص. د.عثمان البدري: هل ستنجح الحكومة القادمة في إخراج البلاد من الأزمة الحالية؟ الخط: نجاح الحكومة القادمة مرهون بوجود خطة واضحة ووضع نظام قياس طارق توفيق: نعم ستنجح إذا تم وضع الأهداف وإرضاء المواطن وتم اختيار وزراء مقبولين للشارع السوداني. د.صديق المبارك: حكومة الكفاءات ستخرج البلاد من الأزمة التي تمر بها البلاد.. ومن يتولَّ منصبا عليه أن يجتهد في القضية الكلية وهي معاش الناس والنهوض بالاقتصاد فضلا عن تخليه التام عن الجلباب الحزبي والعمل من أجل الوطن الكبير. الحاج حمد: نعم ستنجح في إخراج البلاد من الأزمة الحالية بشرط أن تأخذ صلاحياتها كاملة وأن تكون على درجة عالية من الاستقلالية. د.عثمان البدري: نجاح الحكومة القادمة مرهون بوجود خطة واضحة ووضع نظام قياس ومتابعة وتقييم مستمر. ::: مصحح/حاتم