أسفر هجوم إرهابي نفذه مسلح على مُصلِّين خلال صلاة الجمعة في مسجدين بنيوزيلندا عن مقتل 49 شخصاً وإصابة 48 آخرين، وقوبل الحادث بإدانات دولية وإقليمية، في وقت أدانت فيه وزارة الخارجية الحادث، ووصفته بالجريمة الشنيعة والتي نُفِّذَتْ بدم بارد. وقالت الخارجية في بيان أمس، إن السودان وعدداً من دول العالم تلقت بمشاعر الصدمة والذهول والحزن مشاهد الهجمات الإرهابية الفظيعة والغادرة على المصلين في مسجدين بعاصمة نيوزيلندا. واعتبرت الجريمة اعتداءً مباشراً على الإنسانية جمعاء وتقويضاً لأفضل القيم التي عرفتها على مدى تاريخها من حرمة الدماء والحق في الحياة وحرية المعتقد والتسامح. ودعت الخارجية المجتمع الدولي لوقفة حازمة وحاسمة تجاه جميع ممارسات الإرهاب والتطرف ونزعات الإسلامفوبيا وخطاب الكراهية والشعوبية والاستعلاء العنصري والثقافي، وكل ما يهدد التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات والأعراق المختلفة باعتبار تلك الممارسات خطراً ماحقاً على السلم والأمن الدوليَّيْن. ونادت باتخاذ الإجرءات اللازمة لضمان صيانة قدسية وحماية وحرمة أماكن العبادة في أي مكان. كما دعت الخارجية إلى بذل كل جهد ممكن للقبض على جميع الجناة وتقديمهم للمحاكمة العادلة والعاجلة وكشف كل أبعاد وجوانب هذه الجريمة البشعة ومن يقف وراءها، إلى جانب اتخاذ الإجراءات الضرورية التي تمنع تكرار مثل هذه الجرائم المقيتة، وتضمن الاحترام الكامل للأديان وحماية حرية العبادة وتجرم ازدراء العقائد، وتقدمت بتعازيها لأسر الشهداء. من جهته أدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "المذبحة المروعة". وكتب ترمب على تويتر: "أبعث بأحر التعازي وأطيب التمنيات لشعب نيوزيلندا بعد المذبحة المروعة في المسجدين.. مات 49 بريئاً بلا أي معنى، وأصيب كثيرون آخرون بجراح خطيرة.. الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب نيوزيلندا وتعرض عليها أي شيء يمكننا أن نفعله". في السياق، وصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن الحادث بأنه عمل إرهابي. وقالت أرديرن إنه تقرر رفع درجة التهديد الأمني في البلاد لأعلى مستوى، مضيفة أن الشرطة ألقت القبض على أربعة، بينهم امرأة، لهم آراء متطرفة لكنهم لم يكونوا على أي قائمة من قوائم المراقبة. وأضافت: "من الواضح أن هذا لا يمكن وصفه إلا بالهجوم الإرهابي"، ووصفت ما حدث بأنه "واحد من أحلك الأيام التي مرت على نيوزيلندا". وذكرت الشرطة في وقت لاحق أنها تحتجز ثلاثة أشخاص ووجهت اتهامات بالقتل لرجل في أواخر العشرينيات، وسيمثل أمام المحكمة اليوم السبت. وقال مفوض الشرطة مايك بوش، إن 49 شخصاً سقطوا قتلى في المسجدين. وقال رجل كان داخل مسجد النور لوسائل إعلام، إن المسلح أشقر وكان يرتدي خوذة وسترة واقية من الرصاص. واقتحم الرجل المسجد بينما كان المصلون راكعين. وذكر أحمد المحمود: "كانت معه بندقية كبيرة... دخل وفتح النار على الجميع في المسجد في كل اتجاه"، وأضاف أنه تمكن من الهرب مع آخرين بعد أن حطموا باباً زجاجياً. وقالت الشرطة إن 41 قتلوا في مسجد النور وسبعة في مسجد بحي لينوود وتوفي شخص في المستشفى. وذكرت مستشفيات أن هناك أطفالاً بين الضحايا. وقالت الشرطة إن السلطات طلبت من جميع المساجد في نيوزيلندا إغلاق أبوابها ونشرت حراساً مسلحين هناك، وأضافت أنها لا تبحث عن مشتبه بهم محددين.