بمدينة أم درمان العريقة وفى الاتجاه الجنوبي من منطقة أم بدة يقع (سوق كرور) الذي يتبع للوحدة الإدارية البقعة أو(حمد النيل) كما يسمونها، وبوصف دقيق لذلك المكان الذي يعتبر مجمعاً لكل الأجناس وشامل لكل المنتجات، يدرك الزائر للوهلة الأولى أن كل شيء يباع بهذا المكان بل كل ما يخطر بالبال يوجد هناك، لذلك كان لا بد لنا من التوقف قليلاً في ذلك السوق ومعرفة الكثير من المعلومات عنه. (1) يتحدث أهل المنطقة عن أصل التسمية حيث يقول الحاج صالح إبراهيم الزبير -وهو تاجر يمتلك محلاً لبيع الأواني المنزلية بالسوق منذ زمن بعيد- إن اسم (كرور) هذا يرجع إلى اسم أول تاجر بهذا السوق وهو الحاج (سرور) وعلى خلفية أن سكان هذه المنطقه لديهم عُجمة بألسنتهم شاعت كلمة كرور والقصد منها سرور، لكن هنالك صوت آخر ينادي ويقول إن حقيقة الاسم جاءت من أن السوق عبارة عن منتجع لكل ما يخطر ببال الفرد فأي شيء يوجد بهذا المكان الصالح منه والطالح والجديد وحتى (الكرور) ومن هنا جاءت كلمة كرور. (2) خور (الكَبة) وهو أول ما يجذب أنظار الداخل للسوق من الوهلة الأولى حيث توجد بذلك الخور كافة الأواني المنزلية المصنوعة من البلاستيك، إضافة إلى وجود العديد من المكتبات، فيما تنتشر الجزارات في كل مكان إضافة إلى باعة (قوانص الدجاج) و(الكوارع) وكل ما يخطر ببال أي شخص من منتجات اللحوم.! (3) بمدخل السوق تفترش مجموعة من النساء الأرض وهن يقمنّ ببيع الخضروات والطعام المعد يدوياً -(البلدي)- وتنتشر كذلك طاولات السندوتشات التي تباع فيها (الطعمية والبيض) هذا إلى جانب وجود مجموعة من بائعات الشاي في منتصف السوق، كما توجد بالسوق أنواع مختلفة من الحطب المتعدد الاستخدامات فيوجد (حطب الطلح وحطب البخور) إضافة لزرائب الفحم، كما توجد مجموعة من الطواحين التي تستخدم في طحن الغلال بالإضافة إلى الصناعات الفخارية من (مباخر) وغيرها من الصناعات الفخارية المتعددة الاستخدامات. (4) داخل السوق تتوفر الصناعات الخشبية بأنواعها من أثاثات منزلية ومكتبية وغيرها، إضافة إلى محلات (تنجيد) المراتب والوسادات إلى جانب سوق التحف والأناتيك، فيما يتوسط السوق عدد من بائعات الطعام واللائي يقدمنّ للزبائن العديد من الأطعمة البلدية من بينها (الكول والمرس والكجيك والبفرة)، أما عن سوق الملابس فهو من أول الأشياء التي تستقبل القادم لذلك السوق، وسوق (القوقو)- عبارة عن مجموعة من الملبوسات يتم استيرادها من خارج البلاد- من أشهر أسواق الملابس هناك، خصوصاً وهي ذات أسعار رخيصة، كما يوجد نوع من الملبوسات الجاهزة التى يتم جلبها من أسواق أم درمان وتباع بتكلفة مادية أقل لذلك هذا السوق لديه إقبال شرائي عالٍ. مما تجدر الإشارة إليه أن سوق الملبوسات العشوائي هذا يتم إخلاؤه بعد صلاة الظهر مباشرة ويبدأ العمل فيه منذ السابعة صباحاً وذلك لأنه يشكل مصدر ضيق بمساحة سوق الأواني المنزلية وخور الكَبة.