ووردي، يعتبر من أكثر الفنانين السودانيين إثارة للجدل (سياسياً)، خصوصاً في فترة نظام العهد المايوي، قبل أن يعود وردي مجدداً لإثارة الجدل في عهد الإنقاذ السابق، وتكفي صورته الشهيرة إبان انتخابات 2010 وهو يتكئ على كتف القيادي الجنوبي إدوارد لينو خلال حملة الحركة الشعبية الانتخابية، تلك الصورة التي عكست وبوضوح انحياز وردي لمرشح الحركة الشعبية آنذاك ياسر عرمان، والصورة الشهيرة التي تحدثنا عنها، لم تتضمن وردي وحسب، وإنما تضمنت الفنان الجماهيري الراحل محمود عبد العزيز والذي أثار ظهوره مع قيادات الحركة الشعبية جدلاً واسعاً، حيث أكد عدد كبير من معجبي الحوت أنهم تفاجأوا بدعم محمود للحركة الشعبية في الانتخابات، بينما لم يعلق محمود على الأمر واكتفى ب(نصف ابتسامة) عند سؤاله عن تلك الصورة الشهيرة. (2) الكاتب الصحفي هيثم كابو تحدث لموقع (خرطوم ستار) عن الأسباب الحقيقية التي دفعت بالراحل محمود عبد العزيز للانضمام للحركة الشعبية، مؤكداً أن انضمام محمود للحركة جاء قبل الانتخابات، وزاد كابو أن محمود كشف له عن سر انضمامه للحركة وذلك لاعتقاده بأنها ستوفر مناخاً من الديمقراطية والحرية، وأشار كابو إلى أن محمود جلس مع ياسر عرمان عدة مرات قبل أن يقرر الانضمام للحركة، ثم المشاركة في تدشين حملتها الانتخابية برفقة محمد وردي. ومن الفنانين السودانيين الذين ظلوا على الدوام يجاهرون بمعارضتهم للحزب الحاكم السابق، كان الفنان أبو عركي البخيت والذي رهن ظهوره في أي وسيلة إعلام بذهاب النظام، مشيراً إلى أنه لا يشرفه كفنان أن يطل عبر أجهزة النظام الإعلامية، مكتفياً بالحفلات الجماهيرية التي كان يحييها بين الفينة والأخرى قبل أن يتم إيقافه من الغناء في المسارح بقرار من السلطات، أو كما تردد. (3) الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد أيضاً كان من أبرز الفنانين السودانيين المعارضين للنظام الحاكم السابق، وبرغم جدلية انتماء مصطفى للحزب الشيوعي من عدمه، إلا أن الكثير من معجبيه اكدوا مراراً وتكراراً أنه تعرض لضغوطات غير عادية من النظام السابق، تلك الضغوطات التي أدت للتضييق على نشاطه الفني مما دفعه للهجرة خارج السودان، بينما أكد مقربون منه أن الراحل كان يعاني ويلات المرض في عهد النظام السابق والذي لم يقدم له أي مساعدة أو دعم، حتى توفاه الله في يوم بكى خلاله السودانيون كما لم يبكوا من قبل. (4) الفنانة الشابة نانسي عجاج أيضاً عرفت بمواقفها الرافضة تماماً للحكومة السابقة، وهو ما أكدته في عدد من المنابر التي أتيحت لها، حيث أشارت آنذاك إلى أنها تحلم دوماً بوطن معافى وحرية شاملة، مضيفة أن الأجواء السياسية لا تساعد الفنان على الإبداع، قبل أن تظهر كراهية نانسي للنظام السابق بوضوح إبان اندلاع الاحتجاجات الأخيرة حيث قامت باطلاق أغنية (ميلاد) والتي تضامنت من خلالها مع الشعب في مطالبه المشروعة.