السعودية لم تكن حكرا في مشهد تأييد السودان ودعمه، فمن جانبها أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في بيانها أنها تدعم وتؤيد الخطوات التي أعلنها المجلس العسكري الانتقالي في السودان للمحافظة على الأرواح والممتلكات والوقوف إلى جانب الشعب. وهو ما جاء متماشيا مع بيان وزارة الخارجية المصرية الذي أعرب عن ثقة مصر الكاملة في قدرة الشعب السوداني وجيشه الوطني الوفي على تجاوز تلك المرحلة الحاسمة مع دعوة المجتمع الدولي والإقليمي إلى دعم خيارات الشعب السوداني وما سيتم التوافق عليه في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة، مجمعين على التدوال السلمي للسلطة. ليثار تساؤل حول كل هذا التأييد والدعم للثورة السودانية؟ وهل من الممكن أن تكون هناك فواتير موجبة السداد من الحكومة السودانية لهذا التأييد والدعم؟ لماذا الاهتمام والتأييد والدعم؟ السودان دولة مركزية في المحيط العربي والإفريقي وأي اضطراب يمكن أن يحدث فيه سيؤثر على المنطقة بأسرها، لذا وجد المجلس العسكري الانتقالي الدعم والتأييد من بعض الدول العربية، بهذا ابتدر المحلل السياسي مدير المركز الإفريقي لدراسات حقوق الإنسان بالسويد د.ناصر سلم حديثه ل(السوداني) أمس، مؤكدا أن حكومة السودان القادمة سوف تجد التأييد والدعم ليس من المحيط الإقليمي فقط وإنما من العالمي أيضا كدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية. وأشار د.ناصر إلى أن الترحيب بالمجلس العسكري الانتقالي يأتي في إطار استجابته للثورة في تولي زمام الحكم، وأضاف: الدعم العربي للسودان جاء للخروج به من الأزمة السياسية والاقتصادية التي كانت سببا في إسقاط النظام الحاكم بعد فشله في الإدارة الرشيدة يعزى إلى العلاقات الأخوية بين الدول العربية ولا يشترط أن يرتبط هذا بالمصالح، كما أن السودان قدم سلفا الكثير آخرها المشاركة بقواته في الحرب على الإرهاب باليمن. تحييد إن لم يكن استقطاباً المحلل السياسي د.الحاج حمد، يرى في حديثه ل(السوداني) أن الدعم والتأييد للمجلس العسكري الانتقالي من بعض الدول العربية يأتي من منطلق إعلان قوى التغيير والحرية سحب القوات السودانية من اليمن التي تخوض معها حربا للإرهاب. ونوه د.الحاج إلى أن سحب القوات سوف يحدث فارقا وخللا كبيرا في قوات التحالف، لذا وجب عليه أن يبادر بالدعم والتأييد على سبيل التحييد في العلاقات إن لم يكن الاستقطاب لإحداث سحب تدريجي للقوات. علاقات تاريخية مع السودان اعتبر المحلل السياسي د.حسن مكي في حديثه ل(السوداني)، أن العلاقات السودانية العربية تاريخية ولا ترتبط بنظام سياسي معين ولا بمصلحة مرجوة من المجلس العسكري أو من الحكومة المدنية القادمة لذا جاءت المباركة لثورة الشعب بالتأييد والدعم غير المشروط، علاوة على ذلك فإن السودان يؤدي دوراً كبيراً في حفظ الأمن في المنطقة. وشدد د.حسن على الدور المتعاظم الذي يؤديه السودان في الحرب على الإرهاب مع دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن، وأضاف قائلا: إن الثورة السودانية ستجد الكثير من الدعم والتأييد الدولي وقد بدا ذلك واضحا في الاستحسان والقبول نظرا للطابع السلمي الذي اتسم به سلوك المتظاهرين وأيضا للانتقال السلمي للسلطة.