تَحرّكت مركبة عامة (هايس) تقل المُواطنين من موقف جاكسون إلى أبو سعد بأم درمان، وما أن دارت عجلاتها، قام سائقها بتشغيل الأغنية الوطنية (أنَا سُوداني) التي تَغَنّى بها الرّاحل حسن خليفة العطبراوي، ووجد الاختيار صدىً طيِّباً في نفوس الرُّكّاب الذين قاموا بترديدها بصُورةٍ تلقائيةٍ وبصوتٍ واحدٍ لفت انتباه العابرين للجسر، الذي كان مُكتظاً بالمَركبات، فتعالت الهتافات هُنا وهُناك، وارتفعت علامة النصر، والجميع ظنّ أنّ المركبة قادمة من القيادة وليس موقف مُواصلات، وبعد نهاية الأغنية طلب الرُّكّاب من السائق إعادة تشغيلها، الذي لم يتوانَ لحظةً في الإعادة وزاد من مُستوى الصوت حُبّاً وكرامةً للوطن، بينما لم يفوِّت كمساري المركبة العامّة تلك اللحظة التاريخية، وقرّر أن يقوم بمُحاسبة كل الرُّكّاب بنصف القيمة.!