وزيرة التوجيه والتنمية الاجتماعية قالت إن عدد المتسولين بالخرطوم بلغ (2,326) متسولا اغلبيتهم من الاجانب يعني الاغتراب من اجل الشحدة زيو وزي اي عمل تاني، والله قصة!! وشرحت الوزيرة ما ظلت وزارتها تقوم به تجاه هذه الشريحة فأوضحت انه قد تمت محاكمة (246) من هؤلاء الاجانب وترحيلهم إلى بلدانهم والبقية ينتظرون ولا يزالون يمارسون التسول في شوارع العاصمة. كم اشفقت على هؤلاء الاجانب الذين جاءوا بمحض اراداتهم او مكرهين للبحث عن سبل عيش وإن كان غير كريم من اجل الحياة بعد أن ضاقت بهم اوطانهم واغلبهم من دول الجوار الافريقي من المسلمين والذين ينظرون إلى السودان نظرة قديمة عفا عليها الدهر فالتغير الذي حدث للمجتمع السوداني جعل الكثير من الصفات التي رسمها لنا هؤلاء الجيران تتغير وتصبح من التاريخ، فالكرم والجود والشجاعة والنخوه واغاثة الملهوف والمروءة وغيرها من الصفات اندثرت بفعل الاوضاع التي ظللنا نعاني منها منذ الاستقلال فالسودان لم يعرف الاستقرار في تاريخة القديم والحديث الا سنينا قليلة وكانت اغلب فتراتنا هي سنين عجافا جف فيها الضرع والزرع وعمت المجاعة وزادها عدم الاستقرار السياسي والحرب الاهلية. وكم تفاءل الشعب السوداني خيرا باتفاقية نيفاشا بالرغم من سوءاتها البينة والتي ادت إلى انفصال الجنوب فالتضحية بجزء من الجسم اذا اصيب بمرض عضال لا يهون فقده الا اضطرارا، وبالرغم من ذلك عادت الحرب ولم تعد كما كانت حربا تقليدية بل وصلت إلى عمق البلد بداية بغزوة حركة العدل والمساواة لأمدرمان وضرب الجبهة الثورية لكردفان في ام روابة وابو كرشولا اما ابيي الملتهبة فالله وحده يعلم ماذا سيكون في باطنها فحممها تنتظر الانفجار في اي لحظة. مستوى معيشي في الحضيض، ارتفاع في الاسعار ضرب كل شيء، سوق مستعرة، حتى المسؤولين الذين يفترض أن يكونوا رقباء على السوق قالوا انهم لم يعد باستطاعتهم ضبط ومراقبة السوق، فالكثير من الاسر اصبح كل افردها يعملون من اجل سد الرمق دعك من الجيوش الجرارة للعاطلين الذين يبحثون صباح مساء عن العمل اما الآلاف التي ودعت السودان للخارج فأرقامهم تحتاج إلى مجلدات لإحصائها. هل هذا واقع بلد يلجأ اليه آخرون مهما كانت ظروفهم اسوأ منا؟ انهم حقا كالمستجيرين من الرمضاء بالنار، قاتل الله الفقر والحاجة وكما قال الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه "لو كان الفقر رجلا لقتلته". بالرغم من ذلك تجد المواطن يجود بما يستطيع من قوت يومه للمتسولين دون النظر إلى جنسياتهم ويؤثرونهم بالرغم من حاجتهم إلى كل جنيه وهذا يدل على قيمة عظيمة في الاسلام وهى التكافل والايثار الذي لم يندثر بعد اما الذين تحسبهم اغنياء من التعفف والذين لا يسألون الناس إلحافا من ابناء بلادي فالله وحده اعلم بعددهم، فليعينهم الله ويلطف بهم، فلو لا الخوف من أن يأتوا يوم القيامة ليس في وجوههم مزعة لحم لكانت أياديهم الآن مشرعة في الطرقات تسأل الناس لتضيف ارقاما جديدة في قائمة التسول.