زار مساعد وزير الخارجية البريطاني للشؤون الإفريقية نك هايلي يرافقه السفير البريطاني بيتر تيبر المرشد العام للطريقة السمانية الحسنية فضيلة الشيخ محمد الشيخ قريب الله بمسيد الشيخ قريب الله بأم درمان وبحضور السادة مشايخ ومقدمي الطريقة، وقال هايلي في اللقاء إن زيارته تعتبر الأولى للسودان وتأتي بغرض بحث دور القادة الدينيين في حل النزاعات في السودان والسبل الأمثل لمكافحة الإرهاب، وأنه بصدد التعرف على وجهة نظر الشيخ في العديد من القضايا الراهنة، ومن جانبه قدم الشيخ محمد لمساعد الوزير نبذة قصيرة عن الدور المتعاظم للصوفية عموماً في السودان والسمانية على وجه الخصوص عبر برامجها الاجتماعية وشراكاتها مع العديد من المنظمات العالمية خاصة في مجال حماية البيئة والتعايش السلمي من منطلق أن الإسلام دين انفتاح وتواصل مع الآخرين ويشهد بذلك الواقع السوداني، وفي رده على سؤال مساعد الوزير حول دورهم كمشايخ في السياسة قال مرشد السمانية إنهم لا يخوضون في تفاصيلها وتقاطعاتها ويقفون موقف الحياد من كافة التنظيمات السياسية مع وجود التواصل مع القيادات السياسية عبر النصح والإرشاد، أما على مستوى المريدين فلهم الحرية في انتماءاتهم السياسية لكافة الأحزاب وليس في الطريقة حجر على أحد، وأكد الشيخ محمد أن التصوف قادر على تغيير الوضع في المجتمع السوداني بمنهجه الإصلاحي والذي يبدأ بإصلاح الفرد في المقام الأول، وقال إن الصوفية الآن قد بدأوا التحرك المثمر لتغيير الوضع في المجتمع عبر المجمع الصوفي العام والذي هو تجمع شعبي واسع للطرق والكيانات الصوفية ويعول عليه الكثير في الفترة القادمة، مشيراً إلى أن مناطق الصراعات في السودان هي مناطق صوفية ولو أتيحت لهم الفرصة في الحل لما وصل الحال إلى ماهو عليه ولكن كان هناك تهميش وإبعاد للدور الصوفي وخاصة في قضية الجنوب حيث كان الصوفية يعدون العدة للتدخل في الإصلاح حتى لا يحدث الانفصال، وأكد المرشد العام لمساعد وزير الخارجية البريطاني أن السودانيين بتربيتهم الصوفية لا يعرفون التطرف الديني وإنما هو منهج دخيل على المجتمع السوداني، وتأسف على أن المنهج الوسطي مهمش في السودان ومضيق عليه في ظل الإمكانات الهائلة للمتطرفين من تدفق للأموال الخارجية وتمكين في الإعلام ومناهج التعليم التي حرفوها فأصبحت تخرج أفراداً مشبعين بالفكر المتطرف، وقال الشيخ إن المسلمين هم ضحية للإرهاب من جهتين الأولى دمغهم به والثانية تكفير المتطرفين لهم وإباحة دمائهم، وطالب الشيخ محمد مساعد وزير الخارجية البريطاني بتوضيح الصورة الحقيقية عن السودانيين والعمل على مساعدة السودان عبر رفع الحصار الاقتصادي والذي تضرر منه المواطن البسيط حتى يعود السودان كما كان في السابق، وفي ختام اللقاء أكد نك هايلي أنه سينقل وجهة نظر المرشد للمسؤولين البريطانيين وسيبذل مساعيه الجادة لتطوير التعاون بين البلدين في مجال التعليم والدعم الاجتماعي.