تأكد للرأي العام أن مذكرة الألف أخ بلا توقيع أخ واحد، واصبحت مذكرة نكرة مجهولة الهوية الابوة، لكنها كتبت بمفردات ولغة التنظيم السري للحركة الاسلامية، وبذلك تصبح مذكرة تنفيس بالونة الاحتقان السياسي والمعيشي الذي تعيشه البلاد، بعد أن عجزت الاحزاب والكيانات المعارضة للحكومة عن فعل ما يثير الانتباه ويحول الاهتمام ودخل قادته في مواجهات شخصية مربكة، وما المذكرة الا واحدة من الآليات التي يطول بها المؤتمر الوطني عمره في الحكم. لم تتجاهل المذكرة (البالونة) الوضع الاقتصادي للبلاد، لكنها كررت ما ظلت تكتبه الصحف اليومية وتنبه اليه بتكرار غير ممل، وهي لم تجد اذنا صاغية من صانعي ومتخذي القرار، بل انها لاقت جزاء سنمار، ووضعت العراقيل امام اداء مهامها، وتم ايقاف بعضها كصحف الجريدة، ورأي الشعب، والوان التي ظلمت من أهل القربى، والذي يمثل اشد مرارة (رسالة دق القراف)، دون اهتمام أو مرعاة للظروف المعيشية للذين يعملون بها، والذين يقدرون بالمئات، ولا يوجد قانون يحفظ حقوقهم كبني آدم مكرمين في الارض، مع أن رئاسة الجمهورية انشأت لجنة لحقوق الانسان. قالت المذكرة (بعض منّا ركن إلى الدنيا وأصاب منها وسقط في امتحان السلطة والمال وأصبحوا من المفتونين.. نسأل الله الهداية... وان عدم التعامل بحسم مع تهم الفساد التي أصبحت حديث الناس وعدم حسمها أو دحضها بل والسكوت عليها يضعفنا أخلاقياً وفكرياً قبل أن يهزمنا سياسياً، وتمضي المذكرة للقول إن الفشل في محاربة بعض الظواهر الموروثة مثل المحسوبية والرشوة بل أصبحت هذه الآفات تهماً ضدنا تشوه التجربة.) كل هذه القضايا الاقتصادية لاكتها الصحافة الى أن صارت (مسيخة)، ولكن ما فعلته المذكرة البالونه تم العمل به وفوراً، حيث كان من بين توصياتها: تشكيل آلية عدلية عبر القضاء تقوم بالنظر في قضايا الفساد على أن تبدأ بالقضايا التي أصبحت تشكل رأياً عاماً لدى الرأي العام السوداني وفي وسط الإخوان وذلك إما تبرئتها أو محاسبة مرتكبيها وإرجاع الأموال المنهوبة أن ثبت ذلك إلى الخزينة العامة بكل شفافية، وأن يدعي كل من لديه بينة على شخص تقلّد منصباً عاماً وقام باستغلاله لكسب شخصي إلى تقديم بينته على أن يتم ذلك عبر الوسائل القانونية التي تحفظ حق الجميع متهمَين ومتهمِين...) بناءً على هذه التوصية جاء تشكيل آلية ابو قناية لمكافحة الفساد، ومتجاوزة اتجاه تكوين مفوضية لمكافحة الفساد التي تم اعداد قانون لها.. الم اقل لكم إن المذكرة بالونة، وفعلت فعلتها التي علمانها هاروت وماروت؟!.