*تزوجت حديثاً، لكنني فجعت منذ الأيام الأولى للزواج، أي في "شهر العسل"نفسه !!، لأنني اكتشفت أنني تزوجت "إنساناً آلياً"، يمضي جل وقته في العمل ولا يكتفي بذلك بل ينقل هموم العمل معه إلى البيت. *هكذا بدأت س. م من الأبيض رسالتها الإلكترونية وهي تشكو حالها، قالت إنها للأسف لم تشعر بالسعادة التي كانت تحلم بها، بل إنها شعرت وكأنها انتقلت من حياتها الاجتماعية الرحيبة إلى ما يشبه"القبر" الاجتماعي!!. *تمضي س.م قائلة إنها كانت تعيش حياة اجتماعية غنية بالصديقات، والبرامج الاجتماعية والأسرية التي افتقدتها منذ أن دخلت إلى عش الزوجية، لأن زوجها كما تقول رجل تقليدي ومنغلق على نفسه ويعيش حياة روتينية قاحلة. *قالت س.م إنها إنسانة طموحة ومشحونة بالأحلام التي تطمح في تحقيقها، واستطردت قائلة : نسيت أن أقول لك إنني أعمل في منظمة أجنبية وقد أتاح لي عملي هذا فرصة السفر خارج السودان، وحضور الكثير من المناسبات وحفلات الاستقبال، لذلك شعرت بالفارق الكبير بين ما كنت عليه وبين ما صرت إليه بعد الزواج. *هل تصدق - والكلام مازال لصاحبة الرسالة - أصبحت أحس وكأنني امرأة مسنة من حالة " الكتمة" الاجتماعية التي تحاصرني، للدرجة التي شعرت بالمرض بالفعل، وزوجي للأسف لايكاد يكترث بي، وهو بالكاد ينظرإلى ما تحت قدميه، ولا يحس بمن حوله. *في ختام رسالتها قالت س. م : هل الزواج أكل وشراب ونوم وأعباء إضافية في البيت ؟ .. إنني أحس بالصدمة والقهر النفسي، لم أعد أحتمل هذا الواقع الأسري القاسي الذي يحبسني فيه زوجي مع سبق الإصرار والترصد. *هذه الرسالة على ما فيها من مبالغة ناجمة من البيئة الاجتماعية التي كانت تعيش فيها صاحبة الرسالة تطرح قضية أسرية مهمة، تحتاج لمعالجة لابد أن تتحمل فيها هي نفسها بعض المسؤولية، بالصبر والعمل على إخراج زوجها من الجو "الجاد" الذي يحبس نفسه و يحبسها فيه، بعيدأ عن هذه الأحكام القاسية والقلق والتوتر الزائد، وأن تبدأ بمد خيوط التواصل العاطفي معه وهي تسعى لإدخاله بالتدرج في المحيط الأسري والاجتماعي. * الرسالة موجهة أيضاً للأزواج، خاصة امثال زوج س. م الذين يغرقون أنفسهم في العمل وينسون واجباتهم تجاه أنفسهم وزوجاتهم وأسرهم والمحيط الأسري والاجتماعي العام، لأنه ليس بالعمل وحده يحيا الإنسان.