لا يختلف وزيران في حكومتنا على أهمية الدور المركزي الذي تلعبه الصحافة السودانية في تدعيم ورتق النسيج الاجتماعي السوداني .. صحافتنا الورقية على حالها الذي نعيش تقدمت القوى والأحزاب السياسية السودانية حديثها وقديمها في التأثير وقيادة الرأي العام ..هذه حقيقة لايختلف عليها كثيرون أيضاً ..تعالت الأصوات التي تحذر من تكاثر وتناسل الصحف .. وتعالت أصوات أخرى تدعو إلى تحجيم ولادة صحف جديدة .. ومع هذا لا توجد جهة خاصة أو عامة تملك رؤية عملية تشجع الناشرين على الدخول في تحالفات جماعية لتقوية مؤسساتهم .. والحكومة التي عجزت عن معالجة الترهل والضعف في أجهزة إعلامها الرسمي ستبقى عاجزة عن فعل شيء ذي بال في جبهة الصحافة الورقية التي لا سبيل لإيقافها لأن قانون مجلس الصحافة يمنحها الحق في ذلك .. تأثير الصحافة الورقية عظيم على المسؤولين وصناع القرار .. يبدأ يوم أحدهم بمطالعة الصحف .. أو ينتهي بالمرور على ملخص تقرير عن اتجاهات الصحافة تعده إدارة مكتبه .. من هنا تأخذ صحافتنا الورقية تأثيرها وخطرها في توجيه وقيادة الرأي العام .. وهو دور لا تقوم به جل أحزابنا التي تكاثرت هي الأخرى دون أن يكون لها أثر على واقع الناس .. ودليلنا على ما نقول واقع الانتخابات التي نعيش أيامها الفاصلة ولا صوت يعلو صوت المرشح عمر البشير وحزبه المؤتمر الوطني .. صباح أول أمس كنا ضيوفاً على الفريق عصمت عبد الرحمن وزير الداخلية بمكتبه على شارع النيل بالخرطوم .. وفد الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بقيادة الأستاذ الرزيقي وضع بين يدي الوزير وأركان حربه حزمة مطالب تتعلق بتحسين أوضاع الصحفيين المهنية والمادية وذلك عبر الاستفادة من تجربة وزارة الداخلية في تسهيل وتيسير سبل العيش الكريم لأفراد الشرطة .. وهي تجربة تقف شاهدة على اهتمام شرطة السودان بالفرد العامل .. وأسر الصحفيين السودانيين تحتاج لتأمين مستقبل أبنائها في ظل الأوضاع المضطربة للمؤسسات الصحفية والإعلامية .. وزير الداخلية أبدى اهتماماً مقدرًا بكل الأفكار والمبادرات التي طرحها الصحفيون عبر اتحادهم ..ففي مجال تطوير تجربة إسكان الصحفيين ستقدم وزارة الداخلية كل العون الفني لنقل تجربة مجمعات الشرطة السكنية .. وستكون إمكانات الداخلية في مجال التدريب متاحة للإعلاميين فضلاً عن المرافق الخدمية في العلاج وخدمات المؤتمرات واستضافة الوفود الخارجية .. لاحظت اهتمام وزير الداخلية بأمرين ..الأول ضرورة التوافق على خطاب إعلامي وضبط إيقاع أخبار الجريمة والحوادث .. والأمر الثاني فتح الأبواب أمام الصحافة السودانية لكشف أوكار الفساد عبر وثائق ومستندات دامغة تمكن الدولة من محاربة الفساد عن طريق السلطة الرابعة وهي مهمة لا تبدو عسيرة ولا صعبة ..لكنها قطعاً تحتاج للقاء تفاكري حتى لا تدفع صحافتنا المسكينة ثمناً باهظاً وهي تؤدي أهم أدوارها الغائبة أو المغيبة ..أيهما أول !! شكرًا عميقاً لوزارة الداخلية .. وشكر خاص لوزيرها الفريق عصمت ..