يحفظ التاريخ لجمهورنا الرياضي دوره الكبير في الانتصارات التي حققتها فرقنا وفي أصعب المواجهات سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية والأمثلة كثيرة وعلى سبيل المثال فوز منتخبنا الأول على تونس في مباراة الصعود المباشر لنهائيات أمم إفريقيا 2008 وفوز الهلال على الأهلي المصري . وقد أعادت إلينا استعدادات جمهور المريخ التي تجري هذه الأيام لدعم الفريق في مباراته المهمة والحاسمة أمام فريق مازمبي الخطير يوم غد السبت والتي تتطلب الفوز بثلاثية بيضاء أو ثنائية دون رد لدخول ركلات الترجيح وهي مهمة صبعة قياساً بمستوى المنافس ولكنها في نفس الوقت سهلة إذا أدى اللاعبون المباراة بروح المريخ وظهروا بصورة أفضل من الصورة الحالية. أعادت إلينا هذه المباراة ذكرى مباراة الإياب في نصف نهائي كأس الكؤوس الإفريقيه بين المريخ وقورماهيا الكيني عام 1989 باستاد المريخ بعد أن خسر المريخ مباراة الذهاب باستاد كسراني بنيروبي بهدف ووقتها كان قورماهيا في قمة مجده وهو يدافع عن اللقب الذي فاز به 1988 وقد عشنا لحظات صعبة باستاد كسراني في تلك المباراة التي كانت عبارة عن معركة حربية حيث واجه المريخ هجوماً كاسحاً منذ البداية تصدى له الدفاع بقيادة العمالقة كمال عبد الغني وإبراهيم عطا وعبد السلام حميدة وعاطف القوز ومن خلفهم الأسطورة حامد بريمه ببراعة. كان الملعب عبارة عن بركان جمهور يشجع بطريقه لم نعهدها كنا نحن في مقاعدنا (نرجف) ناهيك عن اللاعبين داخل الملعب وحمدنا الله أن انتهت المباراة بخسارتنا بهدف فقط وخرجنا سالمين من الحشود الجماهيرية والتي انشغلت عقب المباراة بمصافحة الحارس بريمة وحملته على الأعناق في مشهد غريب وهي تناديه بالعودة إلى وطنه اعتقاداً منها بأنه كيني وأن قبيلته أصلها كيني. عقب العودة ركزنا على التعبئة الجماهيرية وتنادى الجميع وبالفعل.. كان يوم المباراة يوماً تاريخياً حيث امتلأ استاد المريخ عن آخره وكثيرون كانوا بالخارج ومنذ البداية كان الهتاف والتشجيع فتحول لاعبونا إليى أسود وهم فعلاً أسود وتوج الفريق بانتصار بهدفين دون رد من دحدوح وسكسك إن لم أخطئ وتأهل المريخ إلى النهائي في أجمل ليلة. أتمنى أن نشهد يوم غدٍ نفس اللوحة حتى نزف الفريق إلى دوري المجموعات . درس من جمهور الخرطوم الوطني قدم جمهور فريق الخرطوم الوطني درساً ومحاضرةً لكل الجمهور الرياضي وعلى رأسه جمهور الهلال والمريخ وذلك من خلال مباراة فريقه أمام الموردة أمس الأول باستاد الخرطوم في الدوري الممتاز. ظل جمهور الخرطوم يشجع فريقه طوال المباراة وكذلك جمهور الموردة حتى تحول الاستاد إلى مهرجان فرح ولكن كانت أجمل لقطة تدل على الخلق الرياضي حينما تقدم جمهور الخرطوم عقب نهاية المباراة ورغم خسارة فريقه في الزمن القاتل تقدم لتهنئة جمهور الموردة وغني معهم . التحية لجمهور الخرطوم الوطني وهو أمر ليس بغريب من أسرة نادي يقوده الخلوق والإداري المثالي السيد مأمون النفيدي.