تحسس وجهه جيداً..قام بمسح شاربه من بقايا آثار تلك الصبغة الرخيصة الثمن..وضع كمية كبيرة من (الفازلين) على شعره ابتغاء لمعانه..وحشر قميصه المزركش داخل بنطاله الواسع قبل ان (يخنقه) بحزام من البلاستيك لايتعدى سعره الجنيهين_ هذا طبعاً قبل الزيادات الاخيرة-وخرج للشارع وهو يتفحصه بعينين احالتهما سنواته الستين إلى كرتين من (روث) ماعز مجنونة كانت تتقافز على عنقريب خشبي فقد احد اقدامه في معركة (لايمكن نشر تفاصيلها هاهنا)..مرت دقائق معدودة..حتى توقفت بجانبه فتاة في ريعان الصبا..كانت تتأبط كتباً ومجموعة من الاقلام في طريقها للجامعة..اقترب منها بمكر ودهاء وسألها بصوت مصطنع جداً: (لو سمحتي..مواصلات السوق بتجي بي جاي)..التفتت اليه الفتاة ورسمت ابتسامة بريئة على وجهها وقالت: (ايوا ياحاج بتجي بي جاي)..لم يتمالك نفسه في تلك اللحظة فصاح بوجهها في غضب: (حاج..!! شايفاني لابس آزار..؟). وحكاية الحاج تلك..هي نموذج لكثير من قصص (العجائز المتصابين)..والذين فقدوا وقارهم في غفلة من زمان الهيبة..وبددوا (كرامة) سنواتهم بين (شفع شياطين) رفضوا ان يحملوها للجامع، وتقاسموها فيما بينهم..ليضيع الاجر..وتمتلئ بطونهم فقط. رجال في سنواتهم الاخيرة..لايزالوا يتعاملون مع الحياة وكأنها مركب لاتغرق ابداً..و(تايتينك) جديدة يرفضون مجرد فكرة ان البحر سيبتلع اخشابها ويحيلها إلى (خردة خشبية)..رجال لاتنفعهم تذكرة..ولايؤمنون بأن (للسن حدودا)..ويظنون وهماً منهم ان سكوت إحدى (بنات الناس) عن (عمايلهم السوداء) داخل حافلة عامة، هو نوع من الرضاء..ولايعلمون انه سكوت ذهول.. ودهشة.. و..صدمة.. وفتاة تشعر بأصابع متطفلة تتسلل لتعبث بجسدها..وعندما تلتفت لتفهم مايحدث..تجدها اصابع لرجل في سن والدها..فتصمت..أو تضطر للنزول من الحافلة..وهي تردد: (معقولة بس.؟). بعيداً عن اراء الطب..وعن القدرة الجنسية ومراجعها وكتبها وفصول دراسة الجينات والاحياء وغيرها من العلوم المرتبطة..فإن ايجاد عذر لعجوز كمتصابي امر صعب..وعدم التطرق لموضوع مثل هذا خيانة مهنية..ولن اجد ما اقول لاولئك سوى عبارة واحدة:( فعلاً..الاختشوا ماتوا). شربكة اخيرة: هو في تاني (شربكة) اكتر من الفوق دي..؟