وصلني هذا (البيان) من حزب التحرير ولاية السودان عبر البريد الإلكتروني، وقبل ذلك كانت تصلني بياناتهم في مظاريف أنيقة بصورة مستمرة، ومستوى تجويدها اللغوي والطباعي ممتاز، والأمر أخذ سنين وجودتهم هي ذاتها، قد يقول البعض حزب التحرير حزب إعلامي ولذلك قد صمد مستواه الإعلامي ولكن هذا ليس بصحيح، فهو حزب سياسي له دار ولجان ومكاتب ومقدار من الشورى الداخلية. فكريا حزب التحرير فيه (توجه تكفيري) باعتبار أن أنماط الحكم التي تتداولها التجربة الإنسانية المعاصرة مجرد أنماط جاهلية وذلك شأن آخر. وعلى العموم يجب أن يتريث منتقدو الحزب في هذا الجانب، لأنه (طالما وجد الكفر وجد التكفير) لا يمكن أن تستحل بعض المجتمعات لنفسها حماية حق الكافر إذا قرر أن يكفر ويدعو للكفر وتمنع شخصا آخر من تكفيره ودحض منهجه ..! حزب التحرير لديه هذه الإشكالية مع طلاب المؤتمر الوطني وعليه أرجو أن يبحثوا فيها بذات الطريقة المتحضرة التي يمارس بها الحزب نشاطه إذ لا مانع من مساءلة الحزب لطلابه علنا إذا خالفوا قيم الحزب ذاته. وعلى العموم حتى الآن لدينا رأي طرف واحد ..! بيان صحفي للنشر الفوري اتحاد طلاب أم بلطجية؟! قام طلاب ينتسبون لاتحاد طلاب جامعة الزعيم الأزهري بالاعتداء بالضرب، وإجراء تحقيق وأخذ ملصقات (وكأنهم أجهزة للقمع وليسوا طلاباً) مع اثنين من شباب حزب التحرير بالجامعات، على خلفية قيامهما بوضع ملصقات، بعد أن طلب منهما أحد منسوبي الحرس الجامعي إحضار إذن من اتحاد الطلاب، فامتثلا للأمر، وذهب أحدهما (أبو بكر فيصل) للاتحاد الذي تصرّف منسوبوه بأسلوب البلطجة وأجهزة القمع، بعد أن اقتادوا زميله بالقوة، مما يؤكد أن هكذا اتحادات في ظل مثل هذه الأنظمة البوليسية؛ ما هي إلا ذراع من أذرع السلطة تقوم نيابة عنها بقمع الطلاب وتكميم أفواههم، وإلا لما تجرأوا وقاموا بما قاموا به لعلمهم ألا قانون يطالهم أو يحاسبهم. إننا في حزب التحرير- ولاية السودان نستهجن ونستنكر بشدة هذا الأسلوب الهمجي القبيح؛ الذي لا يشبه مؤسسات التعليم التي يفترض فيها أنها منارات للعلم والفكر والمعرفة وليست مكاناً للبلطجة واستعراض العضلات، وننبه إلى خطورة مثل هذا السلوك ونؤكد على: 1/ إننا في حزب التحرير- ولاية السودان نحمّل السلطة مسئولية اعتداء هذه العصابة الغاشمة على شبابنا. 2/ إن مؤسسات التعليم العالي يجب أن تكون مثالاً يحتذى في التعامل الراقي بين أفرادها، يقارعون الحجة بالحجة، فالأمة تنظر إليهم باعتبارهم الطبقة المستنيرة في البلد، لا أن يكون اتحاد طلابهم ذراعاً من أذرع البطش السلطوية. 3/ إن اتحادات الطلاب في الجامعات الأصل فيها أنها تمثل جميع الطلاب، ولا تمثّل جهة بعينها حتى ولو كانت في أصلها كذلك، لأنها بعد الاختيار من قبل الطلاب تصبح ممثلة للطلاب وليست ممثلة لا للسلطة ولا لحزبها.