اختتم وفد اتحادي رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع الوطني الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين يضم وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود ونائب مدير جهاز الأمن والمخابرات ومدير العمليات بالقوات البرية وعدد آخر من القيادات الأمنية اختتم زيارة مفاجئة أمس لعاصمة ولاية شمال دارفور. وتفقد الوفد الاتحادي خلال الزيارة الأوضاع العامة والأمنية بالولاية وبحث في اجتماعاته التي عقدها مع لجنة أمن الولاية وقيادة الفرقة السادسة مشاة والأجهزة الأمنية والسلطة الانتقالية بدارفور التدابير المطلوبة مع الجهات المختصة. وكشف والي ولاية شمال دارفور في تصريحات لوكالة السودان للأنباء (سونا) أن من أهم مخرجات زيارة الوفد الوزاري الاتحادي هو الاتفاق على إخلاء المدن من المسلحين تماماً إلا القوات النظامية ويشمل ذلك الحظر الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقيات السلام وغير الموقعة ، منوهاً في هذا إلى أن حمل السلاح للقوات النظامية نفسها لا يتم إلا لأداء المهام المنوط بها بمواقع عملها. وعقد الوفد الاتحادي فور وصوله اجتماعاً مغلقاً مع لجنة أمن الولاية، وكشف وزير الدفاع الوطني الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين في تصريحات ل(سونا) أن الوفد تلقى خلال اجتماعه المطول مع لجنة أمن الولاية تنويراً تضمن شرحاً للأحداث التي وقعت بكل من الفاشر وكتم ومليط والجهود الكبيرة التي بذلت من قبل حكومة الولاية للسيطرة عليها واحتوائها، مبيناً أن الوفد الاتحادي قدر تلك الجهود وأعلن مباركته ودعمه لها لضمان استمرار الاستقرار الأمني . ووقف الاجتماع الذي عقد بقيادة الفرقة السادسة مشاة بحضور الأجهزة النظامية الأخرى وقف على أوضاع تلك الأجهزة وجهودها للتصدي لبعض الحركات المتمردة الموجودة ببعض أطراف الولاية، حيث اطمأن الوفد طبقاً لحسين على الترتيبات الماضية فى هذا الشأن لاحتواء الوضع الأمني بالولاية بصورة كاملة. وعقد الوفد الاتحادي اجتماعاً مع السلطة الإقليمية لدارفور بمقرها بالفاشر نوقشت فيه الأوضاع الأمنية بدارفور بصفة عامة والأحداث الأخيرة التي وقعت من بعض من يدعون أنهم يتبعون لحركة التحرير والعدالة. وأشار وزير الدفاع الوطني إلى أن الوفد الاتحادي اطمأن على سير التحقيق فى الأمر بواسطة لجنة مختصة، وأعلن في ذات الوقت أن وزارته بدأت في اتخاذ إجراءات عسكرية وقضائية حازمة وحاسمة حتى تتم السيطرة على الموقف بصورة جيدة. وعبر عن ثقته في جهود حكومة الولاية وأجهزتها ومختلف القوات النظامية في تأمين هذا الخريف الجيد، مبيناً أنه قد تم الاتفاق في الاجتماعات الثلاثة على مختلف الإجراءات التي من شأنها معالجة تلك القضايا. ومن جهته ثمن وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود في تصريح ل(سونا) الجهود التي بذلتها حكومة ولاية شمال دارفور من أجل احتواء الأحداث الأمنية التى شهدتها الولاية خلال الأيام الماضية، وأكد أن الزيارة لدعم جهود حكومة الولاية في الحفاظ على الاستقرار بالولاية التي خلت من النزاعات القبلية في السنوات الماضية. وأعرب محمود عن ثقته في استمرار كبر وحكومته في القيام بذات الدور حتى تظل الولاية آمنة ومستقرة، مؤكداً أن زيارة الوفد الاتحادي جاءت لدعم هذا الجانب خاصة فى ظل الموسم الزراعي الجيد الذي تشهده البلاد، مؤكداً أن وزارته ستكون سنداً وعضداً لحكومة ولاية شمال دارفور لتنفيذ خطتها الأمنية لتشمل كافة الجوانب. يذكر أن زيارة الوفد الاتحادي للفاشر جاءت في أعقاب التطورات الأمنية المتلاحقة إلى شهدتها الولاية خلال الأسبوعين الأخيرين، والتي بدأت بمقتل معتمد محلية الواحة بسوق مدينة كتم بأيدي مسلحين مجهولين والتداعيات اللاحقة لذلك الحدث التي راح ضحيتها عدد من الأشخاص مابين قتيل وجريح، بجانب الاعتداء الذي وقع من قبل مجموعة مسلحة ادعت تبعيتها لحركة التحرير والعدالة على مقرات وزارتي البيئة والشباب والرياضة ومفوضية السلم والمصالحة بالسلطة الإقليمية بالفاشر الأسبوع الماضي.