استشهد جميع أعضاء الوفد الحكومي برئاسة وزير الأوقاف والإرشاد غازي الصادق وجميع مرافقيهم صباح أمس جراء تحطم الطائرة التي تقلهم بمدينة تلودي. واحتسبت رئاسة الجمهورية في بيان أصدرته أمس أعضاء الوفد ال26 بجانب 6 من أفراد طاقم الطائرة التي تقلهم، وتلقى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ونوابه بالقصر الجمهوري مساء أمس العزاء في الشهداء، كما شهدت حدائق القصر الجمهوري أداء صلاة الغائب على أرواحهم. (6) دستوريين و(5) نظاميين ورئيس حزب ضمت قائمة الشهداء (3) دستوريين اتحاديين وهم وزير الإرشاد والأوقاف المهندس غازي الصادق ووزير الدولة بالسياحة والآثار والحياة البرية عيسى ضيف الله ووزير الدولة بالشباب والرياضة محجوب عبد الرحيم توتو. أما دستوريي ولاية الخرطوم فهم معتمد الرئاسة بالولاية محمد حسن الجعفري ووزير التربية والتعليم علي الجيلاني ومعتمد بحري طارق المبارك. وفيما يتصل بقائمة شهداء منسوبي القوات النظامية فقد ضمت كل من مدير العمليات بجهاز الأمن والمخابرات اللواء أمن أحمد الطيب أبوقرون، اللواء صلاح إسماعيل من أركان القوات الجوية، قائد ثاني قوات الدفاع الشعبي عميد لقمان عمر، اللواء شرطة أحمد موسى أحمد والنقيب أمن سيف الدين إبراهيم مدير مكتب اللواء أمن أبوقرون. ومن بين الشهداء رئيس حزب العدالة الأصل مكي علي بلايل والنائب البرلماني حامد الأغبش وعبد العظيم حمزة (المؤتمر الوطني- ولاية الخرطوم) والساير محمد الساير (وزارة الإرشاد) وعضو مجمع الفقه الإسلامي د.محمد البخيت البشير. وقدم الدفاع الشعبي (5) شهداء وهم نائب منسق الدفاع الشعبي بولاية الخرطوم عمر محجوب أحمد بجانب كل من صلاح الدين مصطفى (الدفاع الشعبي - محلية جبل أولياء)، وعيظ صلاح عمر (المركز العام للدفاع الشعبي)، عوض الكريم سر الختم (نائب منسق بالدفاع الشعبي) والصادق عبد الماجد المكاوي. شهداء الإعلام استشهد (5) من الزملاء الإعلاميين الذين كانوا على متن الطائرة وهم مراسل التليفزيون القومي عبد العاطي أحمد، وبشير فضل السيد (إعلام ولاية الخرطوم)، وثلاثة من منسوبي البعثة الإعلامية وهم الشيخ عبد الرحيم، عبد الحي الربيع وإسماعيل عبد الكريم مشيئة العناية الإلهية شاءت العناية الإلهية أن لا يكون ضمن ركاب الطائرة المنكوبة كل من والي الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر ووزير الثقافة والإعلام د. أحمد بلال، فيما اختارت معتمد بحري طارق مبارك ليكون ضمن شهدائها. وعلمت (السوداني) أن الأول اعتذر عن السفر عقب صدور موجهات من رئاسة الجمهورية بتمثيله للولاية ضمن الوفد وأناب عنه المعتمد برئاسة الولاية محمد الجعفري، أما الثاني فقد تحولت وجهته قبل تحرك الوفود الرئاسية الأربعة صباح أمس بمطار الخرطوم حيث توجه إلى الدمازين بدلاً عن تلودي. أما معتمد بحري الشهيد طارق مبارك فانضم لرحلة الطائرة وسافر في هذه الرحلة بعد إقناعه من قبل (عديله) الشهيد أبوقرون بمرافقتهم للرحلة التي شاءت مشيئة الله تعالى أن يختارهم شهداء لجواره. انفجار وسط الجبال أوضح بيان أصدرته إدارة الطيران المدني أن الطائرة التي كانت تقل الوفد الحكومي لتلودي هي من طراز أنتينوف (أي أن 26) تابعة لشركة (الفا للطيران). وطبقاً للبيان فإن الطائرة غادرت مطار الخرطوم في تمام الساعة السادسة ودقيقتين صباح أمس تضم وفداً حكومياً متوجهاً إلى مدينة تلودي بجنوب كردفان بغرض المعايدة مع أجهزة الولاية والقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، وعند هبوطها سُمع دوي انفجار الطائرة وسط الجبال المحيطة بالمدينة، وهو ما أدى لاستشهاد جميع ركابها. طائرة إطفاء عقب اصطدام الطائرة بجبل النار واحتراقها توجهت إدارة الدفاع المدني صوب موقع الحادث لمحاولة إطفاء النيران التي شبت فيها، ولكنها تعرضت لمصاعب عملية بسبب صعوبة وصول سيارتها لموقع الحادث جراء تحطم الطائرة فوق سفح الجبل. وعلمت (السوداني) أن إدارة الدفاع المدني لجأت لاستخدام طائرة إطفاء خاصة أرسلت للمنطقة والتي تمكنت من إطفاء النيران المندلعة من الطائرة المنكوبة وتم بعدها إخراج جثامين الشهداء ومواراتها الثرى وتشييعها في موكب مهيب. نكبة وطنية خلال لقاء معايدة لرئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار الصادق المهدي أمس مع مجموعة من السياسيين اعتبر المهدي وفاة الفقيد مكي علي بلايل تمثل "نكبة وطنية" لكونه من أبناء الوطن المخلصين الذين حباهم الله بالوعي والوطنية والهمة العالية حسب وصفه، وأضاف:"كنا نرجو أن يكون له دور مهم في خلاص الوطن وتحقيق السلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي الكامل لكن الله يفعل ما يريد". كما نعى فقداء طائرة تلودي وسأل الله تعالي لهم الرحمة وأن يلهم آلهم وذويهم الصبر وحسن العزاء داعياً لنشر كافة الحقائق حول الحادثة وتمليكها للرأي العام. أربع رحلات غادرت الخرطوم في وقت متقدم من صباح الأمس أربع طائرات كانت تحمل وفوداً مركزية توزع على أربع رحلات ، حيث حملت الطائرة الأولى وفداً للمعايدة في مدينة كادقلي وأخرى لمنطقة جنوب كردفان الغربية وطائرة ثالثة لولاية النيل الأزرق بجانب الطائرة الرابعة المخصصة لزيارة منطقة تلودي. فشل (هبوط) ذكر شهود عيان من المدينة تحدثوا ل(السوداني) أنهم شاهدوا الطيار يحلق بالطائرة محاولاً إنزالها ولكنه فشل لقلة الرؤية، ثم استدار مرة أخرى بالطائرة محاولاً الهبوط مجدداً إلا أنه فشل ثم جدد المحاولة واستدار بالطائرة وارتفع بها مباشرة لترتطم ب"جبل النار" الذي يمثل واحداً من سلاسل جبلية معقدة تحيط بمدينة "تلودي" وتحترق الطائرة بالكامل على بعد حوالي "2" كلم من المطار . غياب لدقائق نقل تليفزيون السودان عن أحد جنود القوات المسلحة الموجودين بمكان انفجار الطائرة أنها كانت قادمة من الجنوب للشمال مشيراً إلى أنها غابت عن أعينهم لمدة "6" دقائق قبل أن يسمعوا دوي انفجارها. طاقم روسي وسوداني أبلغت مصادر مطلعة (السوداني) أن الطائرة ضمت ضمن طاقمها أربعة من الطيارين الروس بجانب طيار سوداني يدعى عبدالمنعم ومضيفتين سودانيتين تدعيان أسماء وليلى واستشهدوا جميعهم. محاولات الهيلوكوبتر قالت مصادر ل(السوداني) إنه فور وقوع الحادث تحركت طائرتان "هيلوكوبتر" من الخرطوم لمكان الحادث لكنهما لم تتمكنا من الوصول إليه نسبة للأجواء المعقدة بالمنطقة، لتعود الطائرتان لمطار الأبيض في انتظار استقرار الأحوال الجوية. ذكريات طائرات سابقة خلال مخاطبة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لمراسم تلقي العزاء بالقصر الجمهوري مساء أمس أشار إلى أن شهداء طائرة تلودي سبقهم شهداء من قبل من أجل مسيرة السلام على رأسهم طائرة الناصر التي استشهد فيها الشهيد الزبير محمد صالح وصحبه وعداريل التي استشهد فيها الشهيد إبراهيم شمس الدين وصحبه وطائرة ربكونا التي استشهد فيها فضل السيد أبوقصيصة وصحبه، وأعلن التزامهم بعهد الشهداء وعدم التخاذل عنه من أجل تحقيق السلام في كل أنحاء البلاد ، وقال إن عهدهم مع الشهداء معقود ولن يتراجعوا عنه.
