{ أثار مقالنا أول أمس عن التنمية بولاية بحر أبيض ردود أفعال كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وكانت اغلب المشاركات مستنكرة حقيقة قيام تنمية في الولاية في عهد الوالي الحالي السيد الشنبلي. { احسست أن هناك ثمة سوء فهم قد اعترى الأمر فلقد نقلت ما رأيت من خدمات تتمثل في خطوط الضغط العالي للكهرباء والآبار ومحطات المياه الرئيسة بالولاية المعنية، بالطبع لم اقل إن هذه الخدمات تفرعت إلى كل القرى وبلدات بحر أبيض فأنا لم ادخل كل القرى والبلدات اصلا وكان شغلي الشاغل من بعد هو الكيفية التي أقامت بها الولاية هذه الخطوط والمحطات والمتمثلة في شعار (الأرض مقابل التنمية) التي تمثلت في بيع حكومة الشنبلي وبموافقة المجلس التشريعي أراضي بولاية النيل الأبيض لتقدم مقابل هذا البيع خدمات للمواطن، وقلت رأيي الرافض صراحة لهذه السياسة واعتبرتها قصيرة النظر بحكم أنها تحرم الأجيال القادمة من أراض كانت لهم. { اغلب المتداخلين معي في مواقع التواصل الاجتماعي كانوا مجموعة تطلق على نفسها (شباب النيل الأبيض للتغيير) بعضهم رفض كلية أن تكون هناك خدمات رئيسة أو فرعية والقليل منهم أمن على وجود خطوط ضغط عالي للكهرباء وان جزم بأنها خطوط قومية وليست من انجازات حكومة الشنبلي، واتفقوا بالإجماع على انعدام خدمات للمياه بالولاية المذكورة { استمر النقاش بيني وأولئك الشباب حتى مساء متأخر وارتفع الحوار وهبط وانحرف أحيانا، ولكن من جانبي كنت مصرا على التواصل معهم لإحساس صادق بأن لأولئك الشباب قضية قد اختلف مع بعضهم في تقديرها، ولكني متفق معهم في حقيقتها وما دامت هي قضية فكلنا ننشد الحقيقة. { عن نفسي وددت حصر النقاش فيما اعتبره جوهر القضية وهو (سياسة بيع الأراضى مقابل التنمية ) ولكن بما أن أولئك اصروا على أن ليس هناك تنمية من اساسه وان القليل الموجود منها اما سابق للشنبلي او هو تابع لمشاريع قومية، فلم لا نعطهم فرصة كاملة في ايصال صوتهم ورسالتهم ونحن في الأصل (كابينة المراقبة) ولا يجمعنا بحاكم حزب ولا نسب وانما هي الرسالة والتي تتطلب سماع جميع الأطراف وإتاحة الفرصة للكل . { من خلال ردود شباب النيل الأبيض للتغيير ذكرت العديد من أسماء المناطق وارفقت معها الكثير من الصور التي تبين انعدام الخدمات فيها وكان من الممكن ايرادها كلها او بعضها نقلا من العالم الإفتراضي للعالم الواقعي، ولكني فضلت أن يكون اللقاء كفاحا بيننا وبينهم في مقر الصحيفة على أن ندعو ممثلا لحكومة الولاية ويكون اللقاء في شكل ندوة مصغرة يسمع منهم ويرد عليهم ونكون في مقام الحكم والمراقب. { لقد لمست شخصيا خيرا كثيرا في أولئك الشباب و(حرقتهم ) على بلادهم ولم استشعر أي اجندة ذات طابع حزبي أو سياسي عندهم - صحيح أن (قلة) منهم بدأت متأثرة سلبا بما ضرب البلاد من حالة استقطاب حاد للجهة المعينة ولكن لا زالت سرائرهم الكلية نقية وان ما يستشعرون به من حنق ناتج عن رأيهم في اوضاع تعيشها مناطقهم وهم على ذلك اولى بالحوار من جماعات سياسية فارغة وحركات مسلحة آثمة والأفضل الجلوس معهم والاستماع الى وجهة نظرهم واشراكهم في امر ولايتهم وبما يعود عليهم وعلى أهلهم بالاستقرار وليس من بينهم من يرفع سلاحا أو ينادي بانفصال وإنما هي مطالب عادلة وعاقلة حتى الآن. { من جانبي ملتزم بلقاء شباب النيل الأبيض للتغيير في مقر الصحيفة ولقد تركت لهم تحديد زمان اللقاء واود صادقا وللصالح العام أن يشاركنا احد اعضاء الجهاز التنفيذي بولاية النيل الأبيض وحبذا لو كان من المسؤولين عن ملف التنمية في الولاية في الوزارات المختصة حتى نخلص إلى حقيقة.. والحقيقة دائما بنت الجدل.