*لم يكن في تصعيد القيادين بالمؤتمر الوطني الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق، والدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية السابق ايضاً، لم يكن في تصعيدهما للمؤتمر العام للمؤتمر الوطني ما يُثير الدهشة. وكانت الدهشة ستكون إن تجاوزهما التصعيد، وذلك لأن الطبيعي أن يصعد الرجلان للمؤتمر العام للحزب الحاكم ليشاركا بخبرتهما وتجربتهما في صياغة المرحلة المقبلة للحزب وأهمها على الإطلاق ترشيح رئيس الجمهورية وغيابهما كان سيعزز الكثير من الشائعات التي انطلقت وهي تحدث عن إبعاد وإقصاء وصراع داخل المربع الواحد. الغريبة أن مجالس المدينة اهتمت بتصعيد الأستاذ علي عثمان والدكتور نافع علي نافع للمؤتمر العام والذي اختير له من أعضاء الحزب أسماء لم يسمع بها الناس من قبل، وكأنما تصعيد هذين هو المفاجأة لا هؤلاء أو ربما أن ظهور اسمي علي عثمان ونافع من بعد طول فترة استتار، كان هو سبب الاحتفاء والاستغراب، والله أعلم. والمهم هو أن حدث تصعيدهما أمس الأول غطى على أخبار الأمس وحقيقة هي أطول فترة وإن كانت قصيرة يتغيب فيها الاثنين عن الظهور اليومي على خشبة الأحداث العامة من خلال موقعيهما السابقين في الحزب والدولة معاً. *إن غياب الأستاذ علي عثمان محمد طه والدكتور نافع علي نافع لم يكن كلياً وإن كان لافتاً بعض الشيء، فالرجلين دأبا على المشاركة رغم خروجهما عن الجهاز التنفيذي في الحوار الوطني ممثلين للحزب الحاكم وإن اقتصر واختصر الأستاذ علي عثمان نفسه في الدور المرسوم له فإن طبع الدكتور نافع علي نافع هزم ما حاول أن يتطبع به مؤخراً. فقد سجل الدكتور نافع بعض الطلعات الإعلامية مهاجماً الخصوم السياسيين بعبارات اشتهر بها وباتت ماركة مسجلة باسمه على عكس الأستاذ علي عثمان قليل الكلام للإعلام وإن نجح الزملاء في صحيفة (المستقلة) بقيادة الزميل أستاذنا جمال عنقرة في إجراء حوار صحافي مطوَّل معه، حوار انشغل الناس بشكله أكثر من مضمونه، ولعل مرد ذلك الرجل العصي على الكلام للإعلام *إذا عاد الأستاذ علي عثمان محمد طه والدكتور نافع علي نافع لمنصة الأحداث من جديد، فما هو المتوقع؟ في تقديري، إن عودة الاثنين وتصعيدهما للمؤتمر العام للحزب الحاكم تعزز من أمر ترشيح الرئيس عمر البشير لدورة مقبلة ممثلاً للمؤتمر الوطني وسيفعلا ذلك لجملة من الأسباب، منها قناعتهما بأن الرئيس البشير هو الأنسب بين قيادات المؤتمر الوطني لقيادة المرحلة المقبلة، والثاني أن ترشيح البشير سيقفل الباب أمام منافسات بين قيادات الوطني على الموقع الأول قد تؤدي الى تصدع في كابينة القيادة والسبب لينأى كل منهما عن الزج بنفسه في معترك المنافسة على الموقع الأول. *تبقى المفاجأة في حال أصرَّ المشير عمر البشير على عدم الترشح عن الحزب الحاكم لمنصب رئيس الجمهورية وقتها لن يكون الأستاذ علي عثمان محمد والدكتور نافع علي نافع في صف واحد وربما بات كل منهما، برضاه أو عدمه على رأس صف مختلف. فكلا الرجلين في عيون الآخرين من أعضاء الحزب الحاكم مشروع لرئيس جمهورية..