*(لا يمكنك أن تُطلق إنذاراً خاطئاً للحريق في صالة مزدحمة بالناس). عبارة قالها لنا الدبلوماسي الأمريكي غاري ويليامز في محاضرة عن الحريات الإعلامية بالدستور الأمريكي في مجلس الصحافة الأسبوع الماضي. عبارة وقفت عندها كثيراً والرجل يلخص مسؤولية الإعلام وحدود الحرية، وتذكرتها أمس وبعض مواقع النت تنشر خبراً عن محاولة اغتيال تعرًّض لها الشيخ موسى هلال، ووقفت عندها اليوم أيضاً وبعض الزملاء يأتيني بتصريح من رجل مسؤول وعاقل يُحدِّث عن المحاولة المذكورة. *إن الشيخ موسى هلال رجل عمل عام يجعله يتقاطع مع الكثير من الأشخاص والأحداث واحتمال استهدافه وارد في أي وزمان وأي مكان، بيد أن ما يجعل ذلك مستبعداً كونه عملاً لا يشبه ثقافة أهل السودان والذي على مر عهوده لم يقتل فيه قائد سياسي خارج ميدان المعركة، مهما بلغت درجة الاختلاف بين الناس، هذا غير أن مواقف الشيخ موسى هلال المُعلنة اليوم لا تجعل منه هدفاً للقتل من أي كائن كان من خصومه. فالرجل شيخ قبيلة وزعيم أهلي يسوِّق لمواقفه ويبرز قضاياه من خلال الكلمة البسيطة والبليغة، ولم يجرح حتى بالكلام،أي خصم له. وما هو عليه اليوم ينم عن قوة بصر وبصيرة تقل كثيراً عند غيره. ولقد فشلت الكثير من الأصوات والأصداء في جره الى مواجهة خصومه ولطالما أكد الرجل على سلمية مواقفه مع التمسك بقضيته، بل لعل تأكيده غير ما مرة، احترامه لقيادة الدولة يكشف الى أي مدى هو قائد منضبط ومسؤول ومقدر لكل المواقف ولكل النتائج معاً. *إن أخشى ما نخشاه أن تستثمر حالة الشيخ موسى هلال الحالية في نشر الإشاعات هنا وهناك، مثل تلك التي عشناها بعد مقتل الدكتور جون قرنق حيث طفقت بعض الجهات -كل حين- تحدث مرة عن مقتل القائد رياك مشار ومرات عن مقتل سلفا كير ميارديت، فترى الناس في هلع وخوف وتوجس من عواقب لا تسر. *إن من بيده وضع حد لهكذا إشاعات قبل إن تصبح هواية، هو الشيخ موسى هلال نفسه ليس بنفيها فقط، وإنما بزجر من يروِّج لها ومحاسبته إن كان يعد نفسه معه أو صليحاً له كما أن أجهزة الدولة نفسها يجب أن تبحث عمن من يروِّج لهكذا إشاعات وتحاسبه عليها. على الطريق الثالث ومع ذلك مجنون وشيطان رجيم من يفكر مجرد تفكير في اغتيال الشيخ موسى هلال..