الى الأركان حرب اللواء أحمد خميس والعقيد الطيب عبد الكريم *ذات المشهد مع اختلاف طفيف بين اليوم والأمس والزمان والمكان والحال والمآل، رجال جلاليبهم بيضاء ومكوية ونساء تشق زغارديهن السماء وفرق شعبية وآية من القرآن الكريم باتت محفظوظة للجميع من كثرة الترداد، وأحاديث مكرورة عن علاقة الدم وأواصر القربى وعدم جدوى القتال، بل وعدم معرفة الأسباب الحقيقية للقتال! *مرحبا ًبك في مجلس صلح بين قبلتين في كردفان أو دارفور وفي أحيان كثيرة بين عشيرتين في قبيلة واحدة وحتى لا يغرك مشهد الصلح والرجال بالعمائم والجلابيب البيضاء ورقص الفرق الموسيقية وزغاريد النساء وآي الذكر الحكيم تذكر ب«إن أكرمكم عند الله أتقاكم» وأحاديث مكرورة عن أواصر القربى وصلات الدم وعدم جدوى القتال ومعرفة الأسباب الحقيقية له وربما دموع من بعد تسيل عند توقيع اتفاق الصلح حتى لا يغرك هذا المشهد المكرور والأسطوانة المشروخة عليك أن تقف على حقيقة الأحوال وارقام الضحايا وحجم الخسائر *عشرات القتلى وتمثيل بالجثث وكميات من الخسائر. نعم إن الصلح خير والعرف قائم ولكن قبل وبعد واثناء ذلك يبقى السؤال، اين دولة القانون؟ نعم.. قبل الصلح وطلب العفو ومرحلة التصافي والتسويات اين صولجان الدولة وسلطة القانون، واين المتهمين بين هؤلاء واولئك؟! عشرات من هذه الأسئلة كانت تدور في ذهني وأنا أغطى مؤتمر صلح بين حمر والمعاليا في الفولة بغرب كردفان امس كنت اتوقع حديثاً عن متهمين قيد الحبس وحديثاً مباشراً عن اسباب النزاع ودور الدولة في حله، وحديثاً عن جهد السلطات هناك وعزمها عدم تكرار ما حدث بوضع يدها على الخارجين على القانون وعلى موضع النزاع، لكن لا شيء سوى تكرار المشاهد اعلاه ولا عزاء للقتلى *لقد احسست برغبة في التقيؤ ورئيس لجنة الأجاويد يتحدث عن القتل والتمثيل بالجثث ومن اجل ماذا؟ مسارات للماشية؟ ام مراعٍ فقيرة؟ ام تسويق لأحلام ارض تحمل في جوفها النفط؟ اي من هذه الأشياء اكرم من الإنسان الذي كرَّمه الله، وأغلى من حياته التي حرمها إلا بالحق؟! *نعم.. تم الصلح بين حمر والمعاليا وهناك مجهودات للصلح بين الزيود واولاد عمران ونأمل ان حل المشكل بين الرزيقات ومعاليا ايضاً وكل ذلك يجد التأييد والمساندة ولكن الأعراف لا تغني عن القوانين وقوة القبيلة يجب ألا تتجاوز صولجان الدولة والمطلوب من المسؤولين هنا وهناك فرض هيبة الدولة وإعمال قوة القانون ومن يَقتل يجب أن يُقتل في حينه قصاصاً وليس بعد حين. *نعم.. من يقتل إنساناً ويمثل بجثته لأجل مسار ضيق للماشية وأرض الله واسعة ومن يقتل انساناً لأجل مرعى او قرية او حتى على ارض احلام لا يعلم إن كانت تتنزل على هذه الأرض ام لا أن يفعل هذا يقتل بالقانون ويجب ألا تأخذ الناس به رأفة وهو مجرم يمثل نفسه ولا يمثل قبيلة وليس على احد أن يحميه او يدافع او يدفع عنه. *دعونا من (الطبطبة) و(التربيت) على الجراح وما يحدث اليوم فوضى والفوضى لا تعالج بهكذا مصالحات ومشاهدات تزييف حقيقة الواقع *لقد رأيت العشرات من رجال الجيش والشرطة والأمن وفوق ذلك فإن كل من ولايتي غرب كردفان وشرق دارفور عليهما اثنين من الضباط الخلَّص للقوات المسلحة السودانية هما العقيد ركن الطيب واللواء ركن احمد خميس فماذا ينتظران لإعادة الأمن للمساكين؟ ليس المطلوب من الحكومات أن تكون فقط وسيطاً او راعية لاتفاقيات الصلح، بل المطلوب منها في المقام الأول جلب الأمن والاطمئنان للناس وذلك لا يتأتى الا بإعمال قوة القانون وفرض هيبة الدولة.