في هذه الحالة على السودان السلام دون رحمة من الله وبركاته *مما يروى عن (رجالة) المشير الزبير محمد صالح يرحمه الله رحمة واسعة، أن أحد قادة الحاميات العسكرية في بداية الإنقاذ بإحدى الولايات قد أمر بحلق رأس والي الولاية التي توجد فيها تلك الحامية مع تمرينه مراراً وتكراراً على (أرنب نُط)، فكان أن استدعى المشير الزبير القائد المذكور وسأله بلهجته البسيطة والحازمة والمحببة قائلاً : (إت آزول جنيت؟ شنو السويته ده لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)؟! فردَّ عليه قائد الحامية بثبات وأدب قائلا: -سعادتك الوالي ده قال هم المدورين البلد (يقصد المدنيين). ونحن جايبننا صورة ساكت! فانتفض الزبير يرحمه الله- قائلاً: في ذمتك قال كده وإنت هسه جاي وخليتو حي؟! *وتختتم الرواية بنقل ذلك القائد الى الجنوب حيث العمليات وقتها وتعليقه من بعد على قرار النقل بالقول : (نحن قرار زي ده بنفرح بيه ونبشر ليه). ولكن لا أحد من بعد تجرأ على الجيش في تلك الولاية او أي مكان بالسودان. ومناسبة هذا الحديث الاعتداء الذي وقع أمس الأول على قائد الفرقة 20 بالضعين العميد عصام مصطفى سرور بالضعين والذي أجزم بأنه إن مرَّ مرور الكرام، فلن يقف عند رتبة العميد ولن يستثنى جندي وهو بالونة اختبار ينتظر من فرقعها تأثير صدى صوتها على السامعين. فإن فزعوا وروعوا وتواروا لن يكون الصوت القادم صوت انفجار بالونة! *لقد جبل أهل السودان على حب واحترام الجيش وكانوا دائماً ما يلجأون إليه عندما تضيق الحلقات بالهتاف الشهير (جيش واحد شعب واحد) وأبداً ما خذلهم هذا الجيش فاستحق بذلك التقدير الدائم وإن كانت حالة الاعتداء على عميد في الجيش السوداني من قبل مدنيين يحملون سلاحاً في الضعين قد آلمت العسكر والمدنيين معاً فأنها سانحة لتصحيح كثير من الأوضاع وأولها جمع السلاح بأية طريقة كانت ممن يحملونه خارج المظلات النظامية وليس انتهاءً بجمع (الكاكي) وأحذية البوت والتي بات يرتديها بعض من عمال البناء حتى من الأجانب! *إن الجيش الحارس مالنا ودمنا، هو ما تبقى لنا علامة من علامات وحدة وقوة وعزة السودان وأية محاولة للنيْل من هذه المكانة والعلامة، فعلى السودان السلام دون رحمة من الله وبركاته!.