لقد تطور الإنترنت ووصل نموه حتى أصبح أكثر الوسائط الشائعة المستخدمة في الاتصال وتناول المعلومات إنه شبكة عمل ضخمة من أجهزة الكمبيوتر المتصلة ببعضها التي تتيح لنا تداول المعلومات مع الغير فقد أصبح أعظم الاختراعات المهمة في تأريخ البشرية وأصبح الناس يعتمدون على الإنترنت اعتماداً كلياً في شيء سواء في حياتهم الشخصية أو المهنية فحياتنا بدونه تكون صعبة فتخيل العالم بلا إنترنت فثلث مستخدمي الإنترنت في العالم في أمريكا نحو 12% وآسيا 63% وأوروبا 92 ويتصفح كل شهر 092 مليون إنسان الإنترنت في أمريكا ووفق آخر الإحصائيات يقضي الشخص نحو 72 ساعة شهرياً «أون لاين» أي يقضي أكثر من يوم بليله ونهاره حيث اليوم 42 ساعة فهو يزيد عن اليوم بثلاث ساعات فعدد رسائل البريد الإلكتروني المرسلة يومياً عبر الإنترنت نحو 492 مليار رسالة بواقع 8،2 مليون رسالة ترسل كل ثانية وكل سنة تبلغ هذه الرسائل 09 تريلون رسالة جوجل هو أوسع أدوات البحث انتشاراً ويستقبل توتير نحو 002 مليون تغريدة يومياً ويحتاج الأمر إلى مليار قرص دي .في .دي «D.V.D» لتخزين كل المعلومات المتاحة على الإنترنت وفي كل دقيقة يتم تحميل أكثر من 07 ساعة من اللقطات على اليوتيوب من مختلف أنحاء العالم. فأصبحت حياتنا ستواجه مشكلة كبيرة لأننا أصبحنا معتمدين على الإنترنت في معظم ما نريد القيام به من تسوق ومن تواصل اجتماعي ومن ترفيه فإذا كنت مدمنا على الإنترنت ستصبح حياتك جحيماً لا يطاق وستعود الصفوف الطويلة أمام المصارف كصفوف رغيف الخبز في حالة الندرة ومكاتب البريد والإدارات الحكومية وربما سيكلفك كثيرا من الوقت والانتظار حتى يصل بريدك المرسل من مكان إلى آخر من عالمنا وفجأة ستتبين أن حياتك السريعة أصبحت بطيئة ويصبح من الصعب الالتقاء بالناس والتفاعل معهم خاصة من يعيشون خارج نطاقك الجغرافي المحلي وستلجأ إلى التواصل الاجتماعي بطريقته التقليدية المتعبة قبل ظهور الإنترنت أي جهاز البريد السلحفائي ويعدّ الخبراء أن الإنترنت محيط هائل للمعلومات ومصادرها وعندما يختفي ستختفي معه سهولة الحصول على المعلومات بضغط زر ستجد نفسك تذهب إلى المكتبات العامة والبحث عن المعلومة التي تريدها وقد تغلق الشركات أبوابها لصعوبة التعامل وستتحول المهمة التي السهلة التي تستغرق ثواني إلى عملية معقدة تكلفك جهداً ووقتاً كبيراً بل سوف يتوقف الاقتصاد العالمي ويحدث كساد اقتصادي طويل المدى ويفقد الملايين وظائفهم وسينكمش الاقتصاد ولا تكون هناك أعمال تجارية خارج المدينة أو خارج البلاد وستتم معظم الصفقات والمعاملات يدوياً وستعتمد الشركات والمؤسسات المالية على خدمات البريد العادي أو البريد السريع. إن هذا تصور افتراضي أي ليس حقيقياً باختفاء الإنترنت من حياتنا الواقعية فالإنترنت أصبح عالمياً وجعل العالم كأنه قرية واحدة أو بمعنى أصبح غرفة واحدة وذلك بسبب التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات بل واستعد إلى استقبال كل جديد تهديه لنا التكنولوجيا وابتكاراتها التي أوشكت على تغيير طريقة حياتنا والتفكير بشكل غير مسبوق، إنه عالم ما بعد الصناعة، إنها الحداثة والتقدم إلى الأمام فقد تغير مفهوم الأمية مع تطور الزمن فلم تصبح الأمية هي معرفة القراءة والكتابة بل معرفة استعمال الكمبيوتر والإنترنت وانتهي عهد الكتاب العادي ودخل بديلاً عنه الكتاب الإلكتروني بل وسوف ينتهي دور صحيفة الورق لتحل محلها الجريدة الإلكترونية كما حل البريد الإلكتروني محل البريد العادي وأصبح ما يعرف بالحكومة الإلكترونية بديلاً عن الحكومة العادية التي تستعمل الورقة والقلم في مراسلتها وتستعمل البريد العادي أو حتى البريد السريع فقد انتهى عصر أُغنية المرحوم الكاشف يرحمه الله اكتب لي واكتب ليك بالحاصل لي والحاصل بيك وأصبح الكلام بدون خيوط على الهواء مباشرة وظهرت الفضائيات والأقمار الصناعة وأصبح مسكل لي وأرد عليك، إنه الموبايل وتطوره وذلك موضع آخر... «وقل ربي زدني علماً وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً» وبالله التوفيق