حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    وزارة الخارجية تنعي الجمهورية الإسلامية الإيرانية    كباشي يزور جوبا ويلتقي بالرئيس سلفاكير    (بي ياتو ناحية ؟؟)    بيان توضيحي من وزارة الري حول سد مروي    عبر تسجيل صوتي.. شاهد عيان بالدعم السريع يكشف التفاصيل الكاملة للحظة مقتل الشهيد محمد صديق بمصفاة الجيلي ويؤكد: (هذا ما حدث للشهيد بعد ضربه بالكف على يد أحد الجنود)    شاهد بالفيديو.. لاعب سوداني يستعرض مهاراته العالية في كرة القدم أمام إحدى إشارات المرور بالقاهرة ويجذب أنظار المارة وأصحاب السيارات    بالصور.. الفريق أول ركن ياسر العطا يستقبل الأستاذ أبو عركي البخيت    اعلامي تونسي يرشح الترجي للتتويج بالأميرة السمراء    قال ديمقراطية قال!!!    بالفيديو.. شاهد الفرحة العارمة لسكان حي الحاج يوسف بمدينة بحري بعودة التيار الكهربائي بعد فترة طويلة من الانقطاع    سعر الدولار في السودان اليوم الإثنين 20 مايو 2024 .. السوق الموازي    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    والى ولاية الجزيرة يتفقد قسم شرطة الكريمت    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    الحقيقة تُحزن    شاهد بالفيديو هدف الزمالك المصري "بطل الكونفدرالية" في مرمى نهضة بركان المغربي    إنطلاق العام الدراسي بغرب كردفان وإلتزام الوالي بدفع إستحقاقات المعلمين    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    الجنرال في ورطة    (باي .. باي… ياترجاوية والاهلي بطل متوج)    الإمام الطيب: الأزهر متضامن مع طهران.. وأدعو الله أن يحيط الرئيس الإيراني ومرافقيه بحفظه    "علامة استفهام".. تعليق مهم ل أديب على سقوط مروحية الرئيس الإيراني    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغارة الجوية العسكرية على طرابلس والارتداد السياسي
نشر في الوطن يوم 25 - 09 - 2014

تتابعت ردود الفعل عقب قيام صحيفة «نيويورك تايمز» بتسريب قيام طائرات اماراتية بتنفيذ غارات جوية على طرابلس انطلاقا من قواعد حربية مصرية , والتي أعقبها تأكيد وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين مسؤولية الإمارات ومصر عن الغارات ، وتبعهما بيان أمريكي - أوروبي يحذر من تأثير التدخل الخارجي على «التحول الديمقراطي» في ليبيا . الاتهامات تم تسريبها بعناية فائقة من الادارة الأمريكية ، وهي تحسب كرسالة بالغة الأهمية في هذه المرحلة لدول ذات خصوصية في علاقاتها وتحالفاتها الخارجية ، لأن الاعتداء( الغارات) في حد ذاتها كشفت عن نوايا غير مرغوبة للحلفاء الدوليين خاصة الولايات المتحدة لأنها مؤشر لتحول من حروب الوكالة إلى التورط المباشر وقد تشعل سباق تسلح في المنطقة ، قد يترتب عليه ظهور قوة عسكرية فى المنطقة العربية خارج منظومة النظام الأقليمي الذي ظل مستقرا وفق رؤية وتحت رعاية الولايات المتحدة.
لقد استهدفت الغارة الأجنبية علي طرابلس المجموعة الاسلامية تحت غطاء وحجة محاربة الارهاب والارهابيين ، ولكن الادارة الأمريكية لم تصنف الحركات الاسلامية بصورة عامة ومطلقة كجماعات ارهابية ، وكذلك أكدت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية رفض بلادها ل(التدخل الخارجي) في الأزمة الليبية ، وأعادة التذكير بتركيزهم على العملية السياسية ، وفق اعتقاد أن أي تدخل خارجي سيزيد من تعقيد الانقسام الداخلي ويزعزع العملية الانتقالية الليبية ، والحقيقة الماثلة في كل المنطقة العربية أن الواقع والتجارب أثبتت أن الاستقطاب والتدخل الأجنبي من المعوقات أمام الجهود الداخلية والاقليمية والدولية لحل أي من هذه الأزمات .
الاعتداء العسكري علي طرابلس عن طريق طيران أجنبي عسكري ، بغض النظر عن الجهة التي نفذته ، هنالك حقيقة عسكرية يفهمها العسكريون ، أن الأسلحة الثقيلة(الكبيرة) وبعض الأسلحه الصغيرة في لحظة استخدامها عندها ارتداد ، يتطلب درجة عالية من التدريب والخبرة والمهارة للوقاية من الضرر الذي يمكن أن يحدثه هذا الارتداد علي طاقم الرماية فردا أوجماعة ، وهي نفس الشروط ومتطلبات اصابة الهدف .
واذا كان الحال كذلك فماذا يتوقع المراقب اذا استخدم السلاح سياسيا وفي السياسة ، غير ما انتهت اليه تلك الغارة العسكرية ، فهي لم توقف زحف الاسلاميين والمجموعة المتحالفة معهم تحت راية (فجر ليبيا) ، حيث اته ورغم ذلك نجح الإسلاميون في السيطرة على طرابلس والمطار الرئيسي في المدينة بعد ساعات من ضربهم بالطيران ، وتمكنوا من السيطرة الكاملة علي منطقة( بنينا) ومطارها ، وظلت مدينة بنغازي تحت سيطرة قوات مجلس شوري بنغازي ، في ظل تراجع قوات اللواء المتقاعد حفتر والمجموعات المتحالفة معه رغم الدعم بالاسلحة والطيران الأجنبي .
ببساطة التدخل العسكري المباشر في ليبيا لم يؤثر في مسار العمليات العسكرية ، ونتجت عنه مؤشرات وافرازات سالبة ومضرة بمصالح الجهة التي نفذته مع المجتمع الدولي خاصة بعض دول الجوار الليبي التي تتخوف من افرازات انهيار الوضع الأمني في ليبيا وتتخوف من انتقال شرارة العنف إليها ، وترى أن حل الأزمة لن يتم إلا بحوار سياسي شامل بين الفرقاء الليبيين ، ولأنه يزيد الانقسام الداخلي ويهدد التحول الديمقراطي في ليبيا .
ليس خافيا ان الخلافات بين واشنطن وحلفائها العرب ليست جديدة ، و ان التباين في المواقف يظهر مع حليف أو أكثر عند كل منعطف إقليمي تقريباً . حدث هذا في حروب إسرائيل , وغزو العراق وبعده ، وتتابع مع ثورات الربيع العربي , الا أن هذه التباينات في الرؤى والمواقف لم تتجاوز إطار الخلاف السياسي أو المواجهة بالوكالة بين الحلفاء الإقليميين إلى مرحلة التدخل المباشر كما حدث في غارات طرابلس ، وهو ما يفسر الانزعاج الأمريكي الشديد من تطور قد يكسر هذه المعادلة . و الشاهد في ذلك ليست هذه الغارة وحدها علي طرابلس ، ولكن كانت هنالك مؤشرات مع بدايات عهد الرئيس السيسي واقصاء الرئيس مرسي في مصر عن امكانية أن تتجه مصر نحو دول آسيا خاصة الاتحاد السوفيتي ، بعد الموقف الأمريكي الرافض لاقصاء الرئيس المنتخب في مصر .
التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا في مثل هذا التوقيت وهذه الظروف مؤشر لامكانية أن يتطور الي صراع اقليمي أطرافه هم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة ، بسبب الاختلاف حول مصالحهم والبحث عن مناطق النفوذ ، وذلك يهدد نفوذ واسترتيجية ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة لأن مايحدث سيكون خارج سيطرتها ونفوذها ، والا لماذا تنطلق طائرات من مناطق وجود عسكري كثيف للولايات المتحدة ، وكيف تقبل مصر أن تنشأ حرب اقليمية في جوارها حتي الآن ميزان الوضع الميداني ليست في صالح حلفائها ، ذلك اذا كانت الامارات في مأمن عن الافراز المباشر لهذا الصراع الاقليمي .
من البديهيات ان الولايات المتحدة والدول الأوربية ، لديها مصالحها في منطقة الشرق الأوسط التي تحرص علي تأمينها وحمايتها ولكن ليست بالضرورة أن تعتمد في ذلك علي نظام سياسي معين ، لأن النظم السياسية في معظم دول الشرق الأوسط لا تتوفر فيها شروط النظام الديمقراطي وحقوق الانسان التي تتطالب بها الولايات المتحدة كشروط أساسية لعلاقاتها مع دول أخري لا تخضع للنفوذ الامريكي بالقدر الذي تخضع له بعض دول الشرق الأوسط وترقي علاقاتها معها لدرجة التحالف ، وذلك أوجد بعض الخلافات في المواقف بين الولايات المتحدة وحلفائها من الدول العربية ، ولكنها ظلت محصورة في حدود الرؤي السياسية ، ولم ترق لمستوي المبادرة وتخطي الخطوط الحمراء التي حددتها الاستراتيجية الأمريكية للتحرك والعمل السياسي والعسكري في المنطقه العربية والاسلامية ، لذلك كانت أول مصدر لتوجية الاتهام لمصر والامارات العربية هي الادارة الأمريكية ، فهي لاترغب في مبادرات وعمل يضر باستراتيجيتها ومصالحها في المنطقة مهما كان مصدره ودوافعه ، ولكن هذه الغارة كشفت أن حلفاء الولايات المتحدة قد بدأوا عمليا في التحرك وفق ماتقتضيه مصالحهم خارج ارادة الولايات المتحدة ، وذلك سيحفذ دول أخري في المنطقة أو خارجها لمواجهتهم .
وواقع الحال يشير بأن الخلافات الراهنة بين دول الخليج بدأت تتجه نحو التأثير علي الاستراتيجيات في اطار النظر للمستقبل وذلك مؤشر لصعوبة حدوث تقارب في المرحلة الراهنة ، مع بداية تحسن في العلاقات بين الولايات المتحدة وايران التي تصنف بأنها في معسكر الضد مع الحركات والجماعات الاسلامية وفق رؤية بعض دول الخليج ، وبعض الموازنات الاقليمية والدولية تمنع ابعاد دولة قطر من مجلس التعاون الخليجي ، وهناك مؤشر امريكي لمقاومة ذلك , برز من خلال تأكيد الولايات المتحدة لدور قطر البارز في المنطفة واعتبارها شريكا فاعلا في خطة القضاء على ( داعش) ويبدو أن هذا التعقيد مؤشر لاعادة تشكيل الاحلاف في المنطقة من خلال حالة الاستقطاب السلبي علي الأمن في المنطقة قد يهدد مصالح الولايات المتحدة والدول الأوروبية .
الادارة الأمريكية تنظر للحركات الاسلامية من خلال قراءتها لواقع التطور والنمو السياسي داخل دول الخليج والشرق الأوسط والدول الاسلامية وغيرها ، وهي تفصل بين مفهومها للجماعات المتطرفة دينيا والحركات السياسية التي تتخذ الاسلام منهجا ، فمستقبل هذا التطور ليس في صالح حلفائها القدامى واليساريين والعلمانيين في المنطقة ، لذلك مواقفها مع الربيع العربي تؤكد أن الولايات المتحدة لا تمانع أن تجد الحركات الاسلامية والاسلاميين المعتدلين فرصتهم من خلال العمل السياسي السلمي الديمقراطي ، فاذا كان المستقبل لصالحهم وفق معطيات الراهن فلماذا تتم محاصرتهم ليفرز هذا الحصار والملاحقة تطرفا وارهابا ، واذا كان المستقبل لصالحهم فهم الأقدر علي المحافظة علي مصالحهم ومصالح الولايات المتحدة والمجتمع الدولي .
المعلوم أن الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد الحرب العالمية الثانية اتبعت أكثر من استراتيجة ، بدأت في خمسينيات القرن الماضي باستراتيجية الردع والاحتواء خلال الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفييتي ، وبعدها استراتيجية القوة الصلبة، وترجمتها حروباً و فتحَ جبهات قتال في كل من الخليج وأفغانستان والعراق ، ثم تحولت إلى استراتيجية القوة الناعمة ، وهي التي طبقتها بشكل مباشر في إيران ، وتبين لها أنها استراتيجية غير مناسبة لتحقيق الأهداف واعتمدت منذ العام 2010 استراتيجية إدارة الأزمات ، وقد شكل الخيار الأمريكي الجديد أسس المفهوم الاستراتيجي العام للحلف الأطلسي الذي اعتمد في نوفمبر 2010م ليعمل به في العقد المقبل حتى العام 2020م ، وفي هذا المفهوم أكدت أمريكا والحلف الأطلسي على ثوابت أساسية أهمها ، أهمية منطقة الشرق الأوسط للأمن والاقتصاد الغربي وخصوصا لجهة أمن النفط وأمن إسرائيل ،و التخلي عن استراتيجية القوة الصلبة، وإقفال الجبهات المشتعلة، وسحب الجيوش المقاتلة من العراق و أفعانستان في موعد أقصاه العام 2014م ،و إدارة الأزمات التي تظهر في العالم عامة وفي الشرق الأوسط خصوصا بشكل يؤدي إلى احتوائها، والسير بها باتجاه تحقيق المصالح الغربية .ويلاحظ أن الولايات المتحدة غيرت استراتيجيتها ولكنها لم تغير أهدافها .
الملفت للنظر أن هذا التغيير لم يدعم وينقذ قدرة الادارت الأمريكية المتعاقبة وآخرها ادارة أوباما ، فقد ظلت هذه القدرة يتآكل نفوذها في منطقة الشرق الأوسط ، وقد نشرت مجلة السياسة الخارجية الأمريكية في يوليو2014م مقالا للبروفسير ستيفن والت استاذ الشؤون الدولية في جامعة هارفرد عن فشل السياسة الأمريكية ، وأهم ماورد فيه :( أن القيم التي تنادي بها الليبرالية الأمريكية , هي التي تتضمن حقوق الإنسان وحماية الحقوق الأساسية للإنسان ، إن المشكلة الأساسية في هذه القيم أن الولايات المتحدة لم تحدد الآليات التي تُنفذ بها القيم التي تنادي بها وهو الشيء الذي قاد إلي هذا التخبط لا سيما أن المسؤولين عن التنفيذ قد أغفلوا تماماً واقع الحياة في تلك المجتمعات ومدي قابليتها لتلقي القيم المشار إليها ، أن المجتمعات التي تلقت المحاولات الأمريكية قد رفضتها تماماً بسبب الطريقة الأمريكية التي تتعامل مع الأمور بصورةٍ غير مناسبة ) , وضرب مثالاً لذلك بالإنتقادات الحادة التي يوجهها وزير الخارجية جون كيري لرؤساء الدول الذين لا تتفق سياساتهم مع أمريكا ، وأضاف : (وهذا نهج اتبعه معظم الرؤساء السابقون , و أن الآلية الوحيدة للولايات المتحدة لإنفاذ هذه القيم هو فرض العقوبات الإقتصادية ، وأن هذه الوسيلة أثبتت فشلها لأنها تزيد معاناة الشعوب وتطيل أعمار الأنظمة الحاكمة ث, وأن إصرار الولايات المتحدة علي تطبيق سياساتها دفع المجتمعات المتلقية لرفضها تماماً بدلاً عن إستقبالها بالزهور كما كان يتوقع المسؤولون الامريكيون)، وأضاف (أن هذه السياسات الأمريكية تدفع المجتمعات بالدول التي تستهدفها تنزع نحو العصبية القبلية أو العصبية الدينية أو السياسية مما يزيد من إحتمالات نشوء مجموعات تنتهج العنف للتخلص من هذه السياسات).
--
شورى الوطني بجنوب دارفور «التفاؤل في يوم التشاؤم»
تقرير: الفاضل ابراهيم
التفاؤل كان هو السمة المميزة لفعاليات شورى والمؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني بولاية جنوب دارفور. فبالرغم من أن مؤتمرهم حمل الرقم» 13 في يوم اربعاء وعقاب شهر» شهد تنافساً شرساً بين المرشحين وسط تخوف بانفجار الاوضاع بين المرشحين «بقيادة الوالي الحالي اللواء آدم جار النبي واللواء امن عيسى آدم ابكر وقدير علي زكين وحامد عبد الله وآدم محمد آدم وعبد المنعم محمد والسنوسي محمد فمرد بما قد يؤثر سلبياً على الاستقرار الامني الذي شهدته الولاية في الفترة الاخيرة بعد «تفعيل» قانون الطواريء وتوقيع اتفاق سلام بين قبيلتي القمر والبني هلبة فيما يتطلع الجميع لصلح آخر يجمع بين التعايشة والسلامات بما سينعكس ايجاباً على مجمل الاوضاع الامنية بالولاية التي تصنف ثاني اكبر ولايات السودان من حيث المساحة والسكان ب21 محلية الامر الذي سيسهل مهمة الفائز بمنصب الوالي من مرشحي الحزب الخمسة اذا استمر تصاعد تيروميتر الوضع الامني بعيداً عن الصرعات.
المؤتمر العام للحزب شهده عدد من الولاة السابقين وعلى رأسهم نائب رئيس الجمهورية السابق الحاج آدم وحماد اسماعيل والناظر صلاح الغالي وغيرهم وحضرته كل القوى السياسية بالولاية وعدد كبير من قيادات المركز تقدمهم البروف ابراهيم غندور نائب رئيس الحزب للشؤون التنظيمية والسياسية والذي اكد في بداية حديثة انه لايؤمن بالتشاؤوم كون ان مؤتمر الولاية يحمل الرقم 13 الذي يعتبرة بعض الغربيين يوم نحس محذراً اعضاء المؤتمر العام والمرشحين من الاستناد للقبلية في الترشيح لجهة أن الاعتماد عليها يولِّد الفشل الذي كانت نتيجة واضحة في حراسة اليونميد للاقليم قائلاً هذة الولاية كانت مصنفة من اكثر الولايات اعتماداً على القبلية مستحلفاً الجميع بنبذ العصبية والقبلية وقال لا يظنن احداً اذا فازت قبيلته انها ستسيطر على الوضع وزاد»يا اخوانا ما تفتكروني حلبي وما عندي قبيلة عشان كده بتكلم كده إن قبيلتي من اكبر القبائل في السودان لكن ما داير اذكرها». مشدداً في الوقت ذاته على عدم وجود اي اختراق لضوابط الترشيح في اللجان الفنية للشورى والمؤتمر العام في كل الولايات .
وجدد غندور دعوته لحملة السلاح بالعودة الى الوطن عبر الحوار الوطني، وقال الذين يحملون السلاح لن تتحق مطالبهم الا بالحوار الذي جاء عن قناعة. وقال هؤلاء حربهم الآن ما هي الا اذى وقتل لأهلهم فهم لن يقتلوا المؤتمر الوطني في الخرطوم. وقال مخاطباً حملة السلاح «بندقيتكم «التي دفع ثمنها غيركم لن تحقق لكم مآربكم. فهنالك اشاوس في الجيش والامن والشرطة يحرسون الوطن. مؤكداً ان البحث عن السلطة «محله» الخرطوم وليس العواصم الخارجية. وسخر نائب رئيس المؤتمر الوطني من الذين يقولون بأن الحزب سينقسم في المؤتمر العام قائلاً عضويتنا تجاوزت 6,500 مليون ونحن اليوم اقوى من اي وقت مضى. وقال الخلاف والمعارك داخل حزب المؤتمر الوطني لا وجود لها الا في العقول المريضة. وتابع سنخرج من مؤتمرنا اكثر قوة ووحدة ولن نتراجع عن حلفنا مع القوى السياسية. وقال نحن نتطلع ان تكون الاحزاب السياسية المشاركة لنا في الحكم كبيرة بالديمقراطية فالمؤتمر الوطني حزب لا يحب « الكنكشة». واضاف لم نأتِ للناس اسياداً انما دعاة من «سلطنات وممالك ودولاً حكمت بكتاب الله وهو منهجنا في الحركة الاسلامية. فالتغيير في الحزب نتحدث فيه عن افكار ومبادئ ولا نتحدث عن رئاسة وقيادة لذلك مضت مسيرتنا بعد أن وضعنا ضوابط تغلق كل «المسامات» التي تدخل منها شياطين الانس والجن.
من جانبة جدد الوالي ورئيس المؤتمر الوطني بولاية جنوب دارفور اللواء آدم محمود جار النبي دعوته لابناء الولاية من حملة السلاح للانخراط في مسيرة السلام، مؤكداً استتباب الامن بالولاية بفضل جهود لجنة الامن التي قامت بعملها باحترافية عالية، مشيراً الى أن تطبيق منظومة الامن جاءت بعد دراسات تحليلة لظاهرة التفلتات الامنية. وقال نتوقع أن نجني ثمار هذا العمل قريباً بعودة المنطقة الى سابق عهدها بداية بتأمين الحصاد، واضاف نعلم أن الولاية «جريحة» وخرجت من ظروف صعبة، ومواطنوها يعانون من الغلاء، ولكننا انتزعناها من الضياع بقوة كل القائمين على الامر. وقال مخاطباً اعضاء الحزب الواجب يحتم علينا ان نختار القوي الامين وان ننبذ القبلية والعصبية والشلليات والتكتلات. فالسودان الآن يحاول الانطلاق الى الامام في القرن الواحد وعشرين فيما اكد نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية محمد عبد الرحمن مدللاً ان الدورة السابقة شهدت انضمام العديد من القيادات الحزبية للمؤتمر الوطني، عوضت بها القيادات التي ذهبت الى ولاية شرق دارفور الجديدة. وقال واجهتنا العديد من التحديات تجاوزناها جميعاً ونتطلع الى قيادة رشيدة جديدة تقود الحزب في الخمسة اعوام القادمة بعيداً عن العصبية والقبلية.
ودعا عمر فضل بكر رئيس حزب الاتحادي الديمقراطي المسجل والذي تحدث نيابة عن الاحزاب السياسية اعضاء الوطني المنتخبين أن يكونوا خُداماً للشعب وليس اسياداً وان يسموا فوق الخلافات «ويبقوا عشرة على القضية « لبناء وطن يسوده الامن قائلاً ان الشورى اخطر مراحل الحرية فلا حق فيها لمن لم يؤدِ واجبه حاكماً كان او محكوماً. وقال لا رجوع للوراء في الولاية بعد استتباب الامن ونجاح الخريف فنحن ندعم الحوار الوطني وصولاً لتوافق سياسي.
واعتبر رئيس اللجنة الفنية للشورى بالولاية محمد الحسن الامين في حديثه «للوطن» أن التمييز لا يكون بالقبيلة، وإنما بالمؤهلات التي هي الاساس الذي قام عليه حزب المؤتمر الوطني لتمكين الدين ولتفادي الفتن التي ضربت معظم دول الجوار، كما في اليمن وليبيا حتي تعود الولاية آمنة تماماً كما قبل 20 عاماً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.