دعا مجلس الأمن الدولي جيش شمال السودان يوم الأحد للانسحاب من المواقع التي سيطر عليها بأبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب. وشهدت المنطقة التي يقطنها حوالي 20 ألف نسمة نزوح الآلاف عقب معارك منذ الجمعة الماضي. وقال مجلس الأمن في بيان قرأه سفير فرنسا في المجلس "إن المجلس يدين أيضا مهاجمة القوات الجنوبية لقافلة للأمم المتحدة في أبيي يوم الخميس". ووصفت سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة التصعيد في الموقف في أبيي بأنه "بالغ الخطورة". وقال الجيش الشعبي وهو جيش الجنوب إنه سحب قواته من بلدة أبيي بعد دخول قوات الشمال واتهم جيش الشمال بقصف القرى. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي فيليب أقوير "ندعو الأممالمتحدة إلى حماية المدنيين.. نحن قلقون بشأن قواتنا، الاتصالات ضعيفة ولا يمكننا الوصول إليهم". موجات نزوح وفي أبيي قال مسؤولون يوم الأحد إن الجيش السوداني سيطر على المنطقة المتنازع عليها بين الشمال والجنوب وهو أمر اضطر الآلاف إلى الفرار ورفع حدة التوتر بين الشمال والجنوب إلى حافة حرب شاملة. وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة هوا جيانج لرويترز "معظم السكان في بلدة أبيي غادروها أمس (السبت) واتجهوا جنوبا. وتفيد أنباء بوقوع أعمال نهب على أيدي مجموعات مسلحة" مضيفة أن عدد سكان البلدة كان يقدر بنحو 20 ألف نسمة. وقالت المنظمة الدولية إن الخرطوم ارسلت دبابات يوم السبت إلى بلدة أبيي بعد تصاعد التوتر وقوع مناوشات وتبادل للاتهامات على مدى أسابيع. وقال مسؤولون في الأممالمتحدة إن الشمال ارسل ما لا يقل عن 15 دبابة إلى بلدة أبيي. من جهته طالب وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان برنابا بنجامين، في مؤتمر صحفي بجوبا يوم الأحد بانسحاب فوري للقوات المسلحة من المنطقة، واعتبر قرار الرئيس عمر البشير بحل إدارية أبيي خرقا للدستور واتفاقية السلام. وأضاف أن حكومة الجنوب تعبر عن اعتذارها لبعثة الاممالمتحدة "يونميس"، لجرح عدد من أفرادها في أبيي يوم الخميس، مشيرا إلى أن الحادث لم يكن مقصوداً. "الوطني" ضد الانسحاب لكن رئيس القطاع السياسي للمؤتمر الوطني الدكتور قطبي المهدي أكد أن ما حدث في أبيي قضية داخلية تخص أمن البلاد، وزاد "لا نستطيع فى ظرف مثل هذا أن نسحب القوات". وقال قطبي في تصريحات صحفية يوم الأحد إن على أميركا عدم تجاوز واقع أن الحركة الشعبية خرقت بممارساتها في منطقة أبيي واعتدائها على القوات المسلحة والقوات الدولية اتفاق السلام الشامل لتتحدث عن الحكومة وانسحاب القوات المسلحة من المنطقة. وأضاف رئيس القطاع السياسي للمؤتمر الوطني "قبل هذا يجب أن يتكلموا أولاً عن الحركة الشعبية". وأشار إلى أن ما حدث لن يؤثر على جولة الحوار المقررة بين الشريكين باعتبار أن الأجندة مختلفة. وزاد "إذا رغبت الحركة الشعبية في الحوار نحن جاهزون أما إذا أرادوا أن يتعللوا بهذه القضية فهذا شأنهم".