وزعت الهيئة القومية للغابات بولاية النيل الأزرق عدداً مقدراً من الشتول والأشجار لست محليات، أبرزها "الكرمك" وفتحت أبواب مشاتلها لتقديم خدمات مجانية للأهالي في خطوة تهدف لمكافحة انحسار أشجار التبلدي والدليب والدوم وإعادة مجدها. وسبقت ولاية النيل الأزرق احتفالات عيد الشجرة في نسخته السادسة والأربعين المقررة في أول أغسطس المقبل في حاضرتها الدمازين بحملة استزراع كبيرة غطت عدداً مقدراً من محليات الولاية. وتركت هيئة الغابات أبواب المشاتل التابعة لها مشرعة على مصراعيها لسكان المنطقة للحصول على أي نوع من النباتات المستهدفة مجاناً، الأمر الذي جعلها تشهد حراكاً كبيراً لم تحظ به طوال سنوات بقائها في الولاية. نصائح ثمينة " شجرة التبلدية احتضنت عبر التاريخ الحلقات الشعرية والدروس التعليمية وجلسات الأنس الأسرية "وأسدت هيئة الغابات النصح لقاصدي المشاتل من المواطنين برعاية إنتاجها والمحافظة عليه بصورة دائمة حتى تحقق غاياتها المرجوة من تكثيف الغطاء النباتي في المنطقة وخلق نسيج اجتماعي لافت بإعادة أمجاد شجرة التبلدية التي احتضنت في سيرتها التاريخية الحلقات الشعرية والدروس التعليمية وجلسات الأنس الأسرية. ولعبت الهيئة القومية للغابات في السياق ذاته دوراً كبيراً في تحريك الدور النسوي المهتم بإدارة المشاتل والبساتين وقدمت تسهيلات كبيرة لربات الأسر من أجل الاسترزاق من بيع نباتات الزينة وشتول الأشجار. وقال وزير الزراعة في الدمازين زايد عيسى زايد لقناة الشروق اليوم، إن حركة الاستزراع في المنطقة شهدت نشاطاً مكثفاً في إطار الاحتفال بعيد الشجرة، وقال إن الحملة الاستزراعية هدفت لتعويض الفاقد من الغطاء النباتي ولمكافحة الانحسار في عدد من الأشجار، ودعا للمحافظة على الشجرة ورعايتها وضمان حمايتها. الشتول تعول الأسر من جهته قال مدير الغابات في المنطقة موسى السفوري إن برامج الاستزراع غطت ست محليات، حصلت على الشتول، وقال إن الهيئة فتحت أبوابها للمواطنين بغية الحصول على الكميات التي يريدونها، وأضاف: "نريد أن نخلق حلقة تواصل اجتماعي بإعادة ذكرى عدد من الأشجار التي ارتبطت بولاية النيل الأزرق". وأكدت صاحبة مشتل، تدعى أميرة أحمد موسى، أن هناك إقبالاً كبيراً من النساء على إدارة المشاتل والبساتين، وقالت إن هئية الغابات تقوم بخدمات كبيرة في تقديم الشتول بأسعار مناسبة تمكن النساء من إعالة أسرهن. يشار الى أن شجرة التبلدي توجد فى غرب السودان، خاصة في كردفان بكثرة، وهى من أضخم الأشجار وأطولها فى العالم، ويصل ارتفاعها إلى 25-30 متراً، وقطر جذعها إلى 11 متراً، وتعمر أكثر من ألف عام. ويستخدم الأهالي فى غرب السودان جزعها مخزناً لمياه الأمطار وهو يسع 10000- 25000 لتر ماء، يستخدمها السكان أثناء الجفاف، الممتد لأكثر من خمسة أشهر، ولها منتجات مهمة، كما تستخدم ظلالها الواسعة كفصول دراسية فى بعض القرى وكمساجد ومنتديات للقرى.