فرَّقت شُرطة الخرطوم تظاهرات مندِّدة بتحرير المحروقات، ورفضت إعطاء أرقام عن عدد الضحايا، قائلة إنَّ لجنة أمنيَّة ما زالت تحصي قتلى الاحتجاجات. وأكَّد رئيس حزب الأمة القومي أنَّ حزبه يعمل لإسقاط النظام عبر ميثاق لنظام جديد. وأفاد المعتمد برئاسة حكومة ولاية الخرطوم، اللواء عبدالكريم عبدالله، قناة الشروق، أنَّ ثمَّة مجموعات مكونة من 40 - 50 شخصاً خرجت في مظاهرات متفرقة بالخرطوم، موضحاً أنَّ حتى الاحتجاجات السلميَّة غير قانونيَّة، لأنها تحتاج إلى تصديق. وقال عبدالله إنَّ الشرطة تتصدَّى للاحتجاجات، لأنها لا تخلو من المعارضين وعناصر الجبهة الثوريَّة، فضلاً على المجرمين، مشيراً إلى استهداف منازل قيادات في الحكومة ودور المؤتمر الوطني الحاكم ومؤسات حكوميَّة. وذكر أنَّ أكثر من 700، منهم منسوبون لأحزاب، تمَّ توقيفهم متلبِّسين في أعمال التخريب. وأكَّد أنَّ لجنة تنسيق شؤون الأمن في ولاية الخرطوم لا زالت تجري حصراً لعدد القتلى في الأحداث، رافضاً إعطاء أي أرقام لحين انتهاء الحصر، طلباً للدقة. تزايد القتلى " متحدث باسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم يقول إن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع يوم الجمعة إلى 31 قتيلاً ويؤكد استقبال المستشفيات لأكثر من 300 مصاب بينهم 111 من رجال الشرطة "وحسب المتحدث باسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم المعز حسن بخيت للشروق، فإن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع يوم الجمعة إلى 31 قتيلاً، بعد أن أعلنت السلطات أن عددهم 29 قتيلاً حتى يوم الخميس، وأكد استقبال المستشفيات لأكثر من 300 مصاب بينهم 111 من رجال الشرطة. واستخدمت الشُّرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة سلميَّة، بميدان الرابطة بحي شمبات في الخرطوم بحري. وكان المتظاهرون يحملون لافتات تطالب بإسقاط الحكومة، ورفع الظلم عن المواطنين. وطالبوا بسلميَّة الاحتجاج وعدم المساس بالممتلكات العامَّة والخاصَّة. وخرجت جموع المصلين بمسجد الإمام عبد الرحمن المهدي في تظاهرة سلميَّة، عقب صلاة الجمعة. وردد المتظاهرون هتافات تطالب الحكومة السُّودانيَّة بإلغاء رفع الدعم عن المحروقات. وردد آخرون شعارات تطالب برحيل الحكومة. ودعا إمام وخطيب مسجد السيد علي الميرغني بالخرطوم بحري، عبدالعزيز محمد الحسن، الرئيس السوداني، عمر البشير، للإستجابة لمطالب الشعب والتراجع عن القرارات الاقتصاديَّة. وأفاد الحسن بأنَّ المواطنين باتوا عاجزين عن تحمُّل الأوضاع الاقتصاديَّة. ودعا المتظاهرين للالتزام بالسلمية، وعدم استهداف المرافق العامَّة والخاصَّة، مناشداً الأجهزة الأمنيَّة عدم الإفراط في فض التظاهرات الشعبية. دعوة للتراجع وفي أمدرمان، دعا خطيب وإمام مسجد الأنصار بودنوباوي، عبدالمحمود أبّو، الحكومة للتراجُع عن رفع الدعم عن المحروقات، مشيراً إلى الاحتجاجات التي صاحبت القرارات، والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين. وقال أبّو إنَّ تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ألقى بآثار سالبة على شرائح الفقراء والمساكين، متهماً الحكومة بفرض ضرائب باهظة على المواطنين دون سعيها لتحقيق إصلاحات حقيقيَّة على الاقتصاد. وندَّد بعمليات التخريب التي طالت بعض المنشآت، مطالباً المواطنين بالتظاهر السلمي. من جانبه، قال رئيس حزب الأمة القومي المعارض، الصادق المهدي، إنَّ الحزب سيدعو بعد التحضير لتجمعات كبيرة في يوم موعود بكل ولايات السودان، للعمل على إسقاط نظام الحكم، ونزع الثقة منه عبر ميثاق لنظام جديد، يقوم على تكوين حكومة انتقالية قومية لوضع الدستور، وعقد اتفاقيات سلام مع كل جبهات القتال لتحقيق السلام العادل والديمقراطية. واتهم المهدي النظام بتشويه الاقتصاد السوداني والإسلام، وإشعال الحروب، بجانب تعريضه البلاد للمذلَّة الدوليَّة. وأدان الأعمال التخريبيَّة. وأكَّد تأييده لتحركات المواطنين السلميَّة للتعبير عن رفضهم للإصلاحات الاقتصاديَّة.