سلمت المليشيات الليبية المتنافسة قواعدها للجيش وأعلنت إمكانية انضمامها إلى الشرطة بشكل فردي، وانسحبت من العاصمة طرابلس في مواجهة غضب شعبي من المقاتلين الذين شاركوا في الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس معمر القذافي ثم رفضوا نزع سلاحهم. وتشكل المليشيات أيضاً تحدياً خارج العاصمة حيث يسيطر مقاتلون سابقون منذ شهور على موانئ في شرق البلاد رغم تعيينهم لحراسة المواقع النفطية وعطلوا الصادرات في احتجاجات تطالب بحكم ذاتي للمنطقة. وقالت مليشيات مرتبطة باللجنة الأمنية العليا ذات التوجهات الإسلامية في قاعدة معيتيقة الجوية، إنها ستسلم السيطرة على القاعدة إلى الجيش كما سلمت كتيبة القعقاع القادمة من الزنتان جنوب غربي طرابلس قاعدتها. وذكر متحدث باسم قوة الردع، وهي إحدى المليشيات التابعة للجنة الأمنية العليا "استجابة لمطالب الشعب قررنا تسليم مقراتنا وكل الأسلحة بداخلها... سننضم إلى الشرطة بشكل فردي". وقال رئيس الوزراء علي زيدان في مراسم في معيتيقة، إن تطهير طرابلس من الوجود المسلح قرار يشمل كل الكتائب المسلحة دون استثناء. وجاء انسحاب المليشيات من العاصمة إثر اشتباكات دارت الأسبوع الماضي وقتل فيها أكثر من 45 شخصاً بعد أن فتح مسلحون من إحدى المليشيات النار على محتجين خرجوا في مسيرة إلى قاعدتهم لمطالبتهم بمغادرة المدينة.