توقفت جهود وساطة السلام، يوم الأحد، في دولة جنوب السودان المهدد بحرب أهلية، وبدأ الآلاف من الشباب الموالين لنائب الرئيس المقال رياك مشار، بالزحف على عاصمة ولاية جونقلي بور مطلقين تهديدات بمهاجمة العاصمة جوبا. واتهمت حكومة جنوب السودان مشار برفض الهدنة التي اقترحتها جوبا. وقال نائب رئيس جنوب السودان، جيمس واني إيغا، في تغريدة بموقع الحكومة على "تويتر"، الأحد: "لقد استجبنا بإيجابية لمطالب المجتمع الدولي والإيقاد.. وندعو مشار الذي يرفض وقف إطلاق النار، للقيام بذلك أيضاً". واتهم إيغا نائب الرئيس السابق برفض الهدنة "إنه يقول لا يمكن التوصل لهدنة دون مفاوضات". وعلى الصعيد الميداني، نقل "راديو أي" الرسمي، أن الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش جنوب السودان) يستعد شن حملة لاستعادة عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط مدينة "بانتيو". حملة مضادة " كونتريراس: أحد أسباب الخطورة يكمن في أن الشباب الذين يزحفون على بور يفتقرون إلى أي خلفية عسكرية، والى الانضباط الذي يتميز به المقاتلون المتمردون " وفي الوقت ذاته، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش، فيليب أغوير، إن القوات الموالية لمشار تستعد لحملة مضادة لاستعادة السيطرة على عاصمة ولاية جونقلي مدينة "بور" التي استردتها منها القوات النظامية الأسبوع الماضي". وقال الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان، جو كونتريراس، إن زحف الشباب الموالين لمشار على بور يعد تطوراً خطيراً. وقال الناطق "أحد أسباب هذه الخطورة يكمن في أن هؤلاء الشباب يفتقرون إلى أي خلفية عسكرية، والى الانضباط الذي يتميز به المقاتلون المتمردون الذين يحاربون تحت لواء نائب الرئيس السابق منذ اندلاع الأزمة الراهنة. ولذا فيصعب تكهن دوافعهم الحقيقية، رغم أنهم يبدون متعاطفين مع مشار". ولكنه أكد أنه ما من أدلة تشير إلى أن هؤلاء الشباب يأتمرون مباشرة بمشار. يذكر أن الشباب الذين يزحفون على بور ينتمون إلى ميليشيا تابعة لإثنية النوير يطلق عليها "الجيش الأبيض" لأنهم يكسون جلودهم بالرماد لوقايتها من الحشرات. شرط مسبق وأكدت القوات الموالية لمشار، أنها ملتزمة بالحل السلمي للأزمة السياسية الراهنة التي تشهدها البلاد، مشيرة إلى أن رياك مشار متمسك بالحوار لإنهاء النزاع الدائر، وأنه رشح بالفعل فريق التفاوض له، مع "شرط مسبق"، وهو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين المحتجزين من قبل الرئيس سلفاكير أولاً. وأشار بيان صادر عن القوات المنشقة عن الجيش الشعبي الموالية لرياك مشار- وفقاً لوكالة أنباء جنوب السودان المستقلة - يوم الأحد، إلى أنه في حال استمرار سلفاكير وقواته في رفض إطلاق سراح المعتقلين، فهو بذلك يضيق فرص الحوار لحل الأزمة الراهنة، مؤكداً أن "خيارنا الوحيد في هذه الحالة هو التوجه والسير ناحية جوبا". وأوضح البيان، أن قوات مشار تسيطر على حقول النفط بالكامل في كل ولايات الوحدة وأعالي النيل وجونقلي، وإن كانت هناك بعض الجيوب التابعة لسلفاكير تتواجد بمنطقة شمال أعالي النيل. وأشار البيان إلى أن قوات سلفاكير بجوبا تقوم بقصف المواقع التي تسيطر عليها قوات مشار بالطائرات. مهاجمة الحكومة " موسى رواي قال إن نائب الرئيس السابق لا يعبئ قبيلته والشبان المذكورون هم جنود في الجيش قرروا طوعاً حمل السلاح ضد الحكومة " وقال المتحدث باسم الحكومة مايكل ماكوي، إن "مشار يجند شبانه من قبائل النوير، بأعداد تصل إلى 25 ألفاً، ويريد استخدامهم لمهاجمة الحكومة" في ولاية جونقلي. وأضاف "بإمكانهم المهاجمة في أي وقت، ونحن في حال استنفار لحماية المدنيين"، ووفقاً للقائم بأعمال حاكم جونقلي اوغاتو تشان، فإن العاصمة الإقليمية بور تبدو رغم ذلك "هادئة". وقال إن النوير موجودون على بعد 110 كلم، ويستعدون للزحف باتجاه المدينة، مؤكداً مع ذلك أنه واثق بأن الجيش الذي "أخذ مواقعه" على استعداد "لصدهم". ورد المتحدث باسم المتمردين، موسى رواي، مؤكداً أن نائب الرئيس السابق "لا يعبئ قبيلته"، لافتاً إلى أن الشبان المذكورين هم جنود في الجيش قرروا طوعاً حمل السلاح ضد الحكومة. محاسبة المسؤولين وقال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان مايكل ماكوي، الأحد "طالما لم يتجاوب رياك مشار لدعوة وقف إطلاق النار، أنا لا أعتقد أن جوبا ستكون على استعداد للجلوس معه" لمناقشة هذا الأمر. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جديد ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في جنوب السودان. وقال المتحدث باسم بان كي مون في بيان من نيويورك، إن "جميع أعمال العنف والاعتداءات وانتهاكات حقوق الإنسان يجب أن تتوقف فوراً". وأضاف "يجب أن يعاقب المسؤولون (عن الانتهاكات) على أفعالهم"، داعياً جوبا وجميع الأطراف المعنية المنخرطة بالنزاع إلى "ضمان حماية حقوق وسلامة المدنيين". وفي 24 ديسمبر، أقر مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً يحدد السقف المسموح به لعديد العسكريين في قوات حفظ السلام الدولية في جنوب السودان ب12500 عنصر.