دعا خبراء في الشؤون الأمنية إلى إيجاد حلول للقضايا الأمنية بالعالم العربي، وأشاروا خلال ملتقى عن استراتيجيات الأمن العربي، عقد في الخرطوم، إلى ضرورة العمل على مواكبة المتغيرات التي طرأت على مفاهيم الأمن. وقال عميد الدراسات الاستراتيجية بجامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية بروفسور عز الدين عمر موسى، إن الهدف من الملتقى دراسة الاستراتيجيات العربية في الشؤون الأمنية والعمل على تسليط الضوء على أوجه القصور في تلك الاستراتيجيات. وأبان موسى أن الملتقى سيتناول عدداً من الأوراق العلمية والتربوية والثقافية، ودراسة الآفاق الاجتماعية للوقاية من الجريمة في قضايا المرأة والطفل والأمن الإنساني، باعتبار أن أمن الإنسان مقدم على أمن الدولة. تبني شعارات العدو في غضون ذلك، قال الخبير الاستراتيجي بروفيسر حسن مكي في اتصال هاتفي مع قناة الشروق، إن المشكلة في أن الحديث يدور ولا يصوب على الهدف، "بمعنى أن القضية المحورية للأمن العربي هي من هو العدو"، وأضاف: "الآن نحن نتبنى شعارات العدو وأصبحنا نصوب على العدو الذي يحدده عدونا". وقال مكي إنه في فترة ما بعد قيام إسرائيل كان الأمن العربي يقوم على أن العدو المشترك هو إسرائيل ولكن بعد التطبيع واتفاقية أوسلو ما عاد أحد يمكن أن يقول هذا الكلام وأن يقف على قدميه من الناحية الرسمية، وأضاف: "إذا لم نستطع تحديد العدو، فمعنى ذلك أن الأمن العربي يفتقر للذاكرة والتاريخ وإذا لم تحدد العدو فليس هناك وجود لمصطلح الأمن العربي". وقطع الخبير الاستراتيجي السوداني بأن العدو الجديد ليس عدو الأمة العربية إذا تحدث العالم عن الإرهاب أو ممارسات إيران. ودمغ مكي مثل هذه الأحاديث بالانصرافية المجافية للواقع، وقال: "لا يوجد استراتيجيات يمكن أن تنبي على اتفاقية أوسلو باعتبارها تقوم على تصفية القضية الفلسطينية، واختراع أعداء جدد للأمة العربية، بدليل أن ما يحدث في الصومال وأفغانستان لم يقابل بأية مظاهرة، ونحن الآن نعيش مرور عام على مجزرة غزة"، وأضاف: "لذلك نحن بعيدون عن فكرة الأمن القومي العربي".