أطلق ناشطون شباب في السودان مبادرة من أجل مناهضة تداول «النكات» العنصرية الموجهة لأي قبيلة أو إثنية، وتهدف المبادرة التي أطلقها الناشط عمر عشاري إلى تنفيذ حملات توعية ومحاضرات وتصميم خطاب إعلامي لتسليط الضوء على القضية. وحظيت المبادرة بتجاوب كبير خصوصاً في أوساط الشباب الذين سارعوا إلى التوقيع في بيان تأسيسها. وعلى رغم أن المبادرة شملت أيضاً مناهضة نكات ذات طابع آخر، مثل التي «تهين المرأة، وتسخر من ذوي الإعاقة»، بحسب ما جاء في بيان التأسيس، إلا أن التجاوب كان أكبر بشأن النكات «العنصرية الموجهة لأي قبيلة أو إثنية والتي تؤدي لتعميق أزمات المجتمع بحسب رؤية البيان». وقال الناشط سفيان إبراهيم، لوكالة الأناضول التركية للأنباء «شيء مقزز أن تجد أناساً يُفترض أنهم على درجة من الوعي، يتناولون مثل هذه النكات التي تتنافس في تأليفها فرق كوميديا، غير مبالين بهدمها لبنية المجتمع وتماسكه». وفي السنوات الأخيرة انتشرت في السودان الفرق الكوميدية المتخصصة في النكات، وشهدت عروضها نسب إقبال كبيرة. صفات معينة " الكوميديان محمد موسى وهو أشهر مؤلفي ومقدمي النكات،يرفض دفع البعض بوجود طابع عنصري في النكات،ويقول ما نقدمه ليس موجه ضد قبيلة لصالح أخرى " ويرى إبراهيم أن كثير من النكات (القبلية) تعمد إلى إسباغ صفات معينة، مثل البخل والغباء على قبائل بعينها بينما تمجد قبائل أخرى». لكن الكوميديان محمد موسى، وهو أشهر مؤلفي ومقدمي النكات، رفض دفع البعض بوجود طابع عنصري في النكات، قائلاً «ما نقدمه ليس موجه ضد قبيلة لصالح أخرى». وأضاف موسى في حديث للأناضول: «نحترم وجهات النظر المختلفة، لكن لا يمكن القول إن أسباب تفشي القبلية يعود لهذه النكات؛ فهذه أزمة تاريخية مرتبطة بأسباب سياسية». ومن مآخذ المبادرة المحسوبة على الفرق الكوميدية أيضاً ترويجها في شكل غير مباشر لمدمني المخدرات الذين يُطلق على الواحد منهم في السودان صفة «مسطول»، حيث تصورهم بأنهم شخصيات مرحة يسعى الشباب للتشبه بهم. وفي المقابل، يرفض موسى هذه الفرضية قائلاً: «جوهر هذه النكات تسيء إلى المسطول، ولا تمجّده، ونحن عادة في عروضنا نقدم فقرة للتعريف بأضرار المخدرات قبل تناول النكات حول مدمنيها».