د. مرتضى الغالي د. عبد الله علي إبراهيم قدّم دفوعات عن حركة الكيزان لم يتطوّع بها حتى زعيمها حسن الترابي..! فقد كتب بالأمس مقالاً طويلاً عريضاً ينسب فيه (فضائلاً لا نراها) لحركة الكيزان... وكأنه يريد أن يقدمهم للسودانيين في ثوبٍ غير ثوبهم.. وكأن السودانيين يحتاجون لمَنْ يعرّفهم بالكيزان؛ مع إن فأسهم لا تزال مغروسة على رأس الشعب تقطر من بين جنباتها الدماء..!! قال د. عبد الله علي إبراهيم إن حركة الكيزان اختارت أن تكون (حركة مجتمعية تسعى بمشروعها بين الناس) ثم قال (إنها حاربت الأنظمة الديكتاتورية) ولم يقل إنها زرعت دكتاتورية إقصائية دموية لم ير الناس مثلها في العالمين..! وقال الدكتور الذي نختلف معه بأدب: (يُعزى لثورة أكتوبر بزوغ نجم دكتور حسن الترابي زعيم الحركة)..! يا له من نجم... ويا له من بزوغ..!! هذا هو مولد الشر وبداية مسيرة تدمير الوطن.. كما قال الدكتور إن حركة الكيزان أحدثت وأرست (فقهاً إسلامياً لتحرر المرأة) وهذه هي (نكتة القرن)..! تحرير المرأة.. وليس جلدَها في الشوارع وهي محاطة بعساكر الحركة الذين يتناوبون عليها بالسياط وهي تزحف يميناً وشمالاً ولا معين..! يقول د. عبد الله في الثناء على الكيزان إن حركتهم ثبّتت أرجلها في المجتمع ولم تكن مثل غيرها ممن دعوا إلى اعتزال للمجتمع وتكفيره..! ليت الكيزان اعتزلوا بأنفسهم و(كفّرونا).. وكفونا شرّهم.. بدلاً من يعزلوا المجتمع ويحتكروا كل الوطن بسكانه وسياساته وأمواله وموارده ومرافقه وثرواته وأرضه وسمائه وهوائه..! ثم قال الدكتور قولاً عجيباً تكذّبه الوقائع.. وشهوده السودانيون الأحياء: قال: (إن حركة الإخوان لم ترتكب جناية لم يسبقها إليها خصومها)..! يعني أنها مثل القوى السياسية الأخرى سواء بسواء.. وأغلق الدكتور عينيه عن جنايات مرعبة عديدة ليته يطلعنا على مَنْ سبقهم إليها منذ استقلال السودان.. وحتى الآن..! هل ينكر الدكتور أن حركة الكيزان هي (صاحبة السبق والابتكار) في إنشاء بيوت الأشباح وما اشتملت عليه من فظائع..؟!. وفي المذابح الجماعية.. وفي الحرب الدينية الجهادية وفي التدمير الممنهج للتعليم وفي تعيين (مغتصب عام) ضمن كشف موظفي الدولة وفي إقصاء غير الكيزان حتى من استنشاق الهواء..؟! هل ينكر أنهم غير المسبوقين في حرق قرى دارفور بأهلها.. وفي إلقاء البراميل المتفجرة على أهل كردفان.... وفي اغتصاب الرجال ودفن الأحياء.. وفي تسييس الخدمة المدنية والقضاء والقوات النظامية وفي الفساد الذي أصبح من المزايا التي يتم الإعلان عنها بفخر واعتزاز..؟! ثم يتحدث الدكتور عن الكيزان وكأنهم يسمحون بقيام معارضة مدنية لحكمهم.. ويضرب مثالاً بنظام الكيزان ومعارضيه في السودان وبالكيزان كمعارضين في ثورات "الربيع العربي"..! و(الكيزان سجم ورماد في الحالتين)..! لقد رأى الناس ماذا فعل كيزان السودان بالمعارضين السلميين ودونك مذبحة الخرطوم في 2013 ومجزرة ميدان الاعتصام في 2019.. وسماحة وإسماح رصاص الكيزان..! ثم وصل الدكتور إلى زبدة ما يريد قوله دفاعاً عن جماعة الكيزان وتدليسهم بأن مبادرة الرباعية تعتبرهم خصماً.. وانتهى إلى القول بأن السودان لا يقبل بوصاية الرباعية ولا حاجة له بمساعدتها (لا تنسى: الرجل من مؤيدي مواصلة الحرب وهو القائل: "يحب ألا يكون تضرُر المدنيين سبباً لإنهاء الحرب").. وفي هذا أيضاً تدليس: فمَن قال إن الشعب السوداني يقبل بالوصاية..؟! ألم يسمع بما قاله الشعب في ثورته وتقوله القوى المدنية السياسية كل يوم..؟! الدكتور غاضب على استثناء حزب الكيزان من الترتيبات الانتقالية.. وهكذا كان عنوان مقاله: (الرباعية: إلا الإسلاميون) وهو يعلم إن استبعاد حزب الكيزان من ترتيبات الفترة الانتقالية (وليس استبعادهم من السودان) لم تقرّره الرباعية..! الشعب هو الذي قرّر ذلك في ثورته.. ثم نصّت الوثيقة الدستورية التي أقر بها حتى البرهان وعساكره على إبعاده حزب الكيزان من ترتيبات الانتقال.. وذلك (ببساطة) لأنه الحزب الذي قامت الثورة لاقتلاعه من الحكم..!ا الله لا كسّب الكيزان في المذاهب الأربعة..!