29مارس2022م إنّه العجز بأسوأ صوره… الخبز أسعاره تمضي لبعيد… تعرفة المواصلات تمسك بالخناق… الأسعار ضربت بعميقٍ بلا رحمةٍ… المرض: عز الدواء واليد مغلولة… الصراخ هنا وهناك بهياج غريب… عدوٌّ مُتوهِّمٌ يلقون عليه التهمة… فهل يخفِّف ذلك من حِدّة الإحباط…؟ مكتوفو الأيدي حديثهم لغو… وعند العجز سينصرف الناس منك… لقد قدم الشباب الأرواح بلا حدود… وضاعت دماؤهم شمار في مرقة… صعب عليهم جمع الأدلة بعد سماع مئات الشهود… توفرت البيِّنة لتقديم الجُناة والملف بقبوٍ مُظلمٍ… صمت بهياج غريب تكسوه الريبة… الأزمات تأتي تباعاً عندها ستكون وحيداً… لن تجد الكثير من الأصدقاء حولك…. فهناك من يُدينك ويعنفك ويُهدِّدك بالويل والثبور… يُحمِّلك مسؤولية ما جَرَى وما سيجري فتغبيش الوعي كذب صفيق… وإطلاق الاتهام جزافاً ذاته وَهَمٌ… وإقصاء الرأي الآخر بصلف غباء… احتكار الحقيقة بوجهة نظر واحدة ظُلمٌ… فمن يدلي برأيه يقع بدائرة الاتهام… فيُمهِّد للفوضى ولعجز يفضي للعدم… مَن يدعو للحوار والوفاق يلزم أن يتّسع صدره… يرد بمنطق لا يروِّعنا بالمجهول… خللٌ واضحٌ ما بين واقعنا وما نرغبه… إنها سياسة إلهاء بسيناريو مكشوف… الأزمة تتعقّد كل يوم ولا وجيع… نتدحرج للوراء بسُرعة الضوء… لنُدير الأزمة يلزم تجنُّب حدوثها… فاتّساع ضررها يُعزى لسُوء إدارتها… الواقع نكابده اليوم بمرأى ومسمع… سعر جوال السكر (30) ألف جنيه… رطل اللبن (200) جنيه… الزيت (9) أرطال (6500) جنيه… أنبوبة الغاز لا سعر لها ومعدومة… جوال الفحم (10) آلاف جنيه… نكابد غلاء الأسعار بغضب شديد… نُعاني من المعاش بذل مقيت… تتصاعد الأزمة لتصل إلى الحلقوم… المسؤولون شعورهم غَائِبٌ بالأزمة… فتناثرت أحلامنا هباءً منثوراً… قمة الإحباط: تبديل قناعاتك بصورة عكسية بمن تظن أنّهم أنقياءٌ أتقياءٌ… عندما تصحو من الأحلام ستعرف: الأشياء ليست هي الأشياء… وعندما تفيق من الغيبوبة تكتشف أنّك مَخْدُوعٌ دائماً… وقتها تتمنّى الموت عندما تَعْجَز عن إطْعَامِ صِغَارَكْ…
