لا أعرف لماذا نحن في السودان نحب الراحات ونعشق الاجازات، ونتصيد مناسباتها ونترقبها ترقب العاشق الولهان، نطرب ونفرح ونسعد لأية إجازة طويلة وقد يكون الأمر معقولاً إذا كانت أوضاعنا الاقتصادية على مايرام، ولكن الكل يشكو من ضنك العيش وقلة الدخل، ورغم ذلك (...)
التهاب حاد أصابني الاسبوع الماضي وألزمني المنزل، ومنعني الحركة الكثيرة والاختلاط المباشر مع الناس، ولما أشتد علي لزمت ركناً قصياً بعد أن اخترت بكامل قواي العقلية أن لا اتعرض لطبيب يضاعف معاناتي بأي تشخيص خاطئ أو علاج غير موفق، واتجهت من فوري (...)
الشاي الخفيف الذي يعدل المزاج كان يسمي ( دم دكاترة ) لانه كان صافي الحمرة عظيم النكهة على عكس الشاي التقيل الذي يميل لونه للسواد وطعمه للمرارة ، الوجدان الشعبي لم يسق تلك الصفة اعتباطا ولم يمنحها للاطباء مجامله ، الدكاترة كانوا من الظرافة واللطافة (...)
هو رجل من أولئك الرجال الذين نحسبهم ملحاً للأرض، يعطون لحياتنا مذاقها وطعمها المتميز الحنون، كان ينتسب كجندي في القوات المسلحة بكل معاني الجندية الباذخة من ضبط وربط واستقامة لا تعرف الميل، إلا أن شأنه معنا كان أمراً آخر، استمر لعشرات السنين حتى أصبح (...)
عندما كنا صغار كانت كل الألعاب التي نمارسها تغطي احتياجاتنا النفسية والبدنية والعقلية، فهناك ألعاب قوى كالسباق أو حرينا وألعاب حسابية كالحفر التي تعلمك قياس المسافات وشليل لدقة الملاحظة والبحث والتحري والطاب وغيرها ومن أشرها أيضاً لعبة الأرقام (أووو (...)
منذ مدة طويلة لم يزف احدهم بشرى سارة للصحافيين ولم نقرأ خبرا او نسمع تصريحا يصب في ذات الاتجاه منذ ان وطئت ( كراعنا ) بلاط صاحبة الجلالة المعبد بالضريسة ولا نقول الحسكنيت لانها صفة لنا مقرونة بالعكلتة وسيك سيك معلق فيك ، لا احد خبر الصحافة (...)
هل ما يحدث في سوق الاستثمارات في السودان خاضع للمصالح القومية العليا؟.. هل نحن نريد فقط أن نجلب مستثمرين بأي شكل وفي أي مجال؟.. أليست لدينا خطة واضحة كبلد زراعي لمستقبل اقتصادنا ومستقبل الأجيال القادمة؟.. لماذا نسمح باستثمارات تترك لهم الأرض (بوراً (...)
الإنجليز انشأوا مشروع الجزيرة ليمد مصانعهم في لانكشير بالقطن تحديداً وأثروا في ذلك ثراء فاحشاً ثم جاءت ثورة البولستر والملابس غير القطنية لتذهب ريح مصانع الإنجليز ومعها ريح مشروع الجزيرة الذي انهارت مصانع نسيجه ومحالجه ويتدهور تدهوراً مريعاً انعدمت (...)
كل عام وأنتم بخير ونتمنى أن يكون الجميع قد قضى أيام مجيدات مليئة بذكر الله والترويح عن النفس بالقربات الصالحة من عفو عن الناس وتخفيف الكاهل من قطيعة الرحم والتخاصم والشقاق وتناول اطايب الطعام التي نظن أنها تتلخص في أكبر كمية من الشواء وهي وأن كانت (...)
عندما نقول زوجة سودانية فإننا نتحدث عن مخلوق استثنائي، مخلوق فريد من نوعه، كأنما رضع المحنة ويجري الحنان في عروقه وشرايينه، مخلوق كما النيل في عطائه، والسماء في صفائه، والنسيم في رقته والمطر في سخائه، وكالجبال في رسوخه وثبات عطائها الدفاق، نحن نتحدث (...)
هذه أيام مباركات، خير العمل فيها إصلاح ذات البين، ابتداء من الأخوة والأخوات وليس انتهاء بالجيران ولا وقوفاً عند الأزواج، ولا مرور الكرام على الساسة الذين هم أكثر الناس قدرة لإفساد ذات بينهم وبين منافسيهم وبينهم جميعاً وبين من ظنوا فيهو الخير، وبذلوا (...)
اقترب عيد الأضحى المبارك ولا حديث للناس إلا عن أسعارها وسعرهم (لانقصد بسعر الناس هنا القيمة المادية) بل نعني حالة القرمة والتفكير المفرط في العضة وكلاهما يفضي الى تفويت الأجر والثواب، ويمنع من التفكير في الغرض السامي الذي من أجله سنت الأضحية وفق عمل (...)
الخلع في الحياة الزوجية أن تكون مستغرقاً في الواتساب في حالة حميمة تنسيك من وما حولك، فتفاجئك حرمك المصون بطلب مستعجل لمعرفة سبب ابتسامتك والبهجة «المدفقة» فتتسارع نبضات قلبك وينشف ريقك وتصيبك أم رجيفانة (وهي أعلى درجات الخلعة حسب مقياس ريختر فتكذب (...)
ليس هناك في الحياة أجمل من أن تترك أثراً طيباً، ومن أحب الأشياء إلى النفس الإنسانية أن يفعل لها الخير حتى إن عجزت عن تقديمه بذاتها، ولكنها تحب دائماً العطاء الجميل سواء كان مادياً أو عينياً، ويكفينا في السودان مثلاً وحكمة أن حتى الكلام إذا كان طيباً (...)
تقرأ الصحف، تستمع للمذياع، تشاهد التلفزيون، تصتنت لأحاديث الناس من حولك، تتجول ببصرك في الأماكن والأشخاص والناس، ربما يسعدك الحظ فترى أو تسمع أو تحس بما يفرحك على الصعيد الشخصي، ولكن حتى هذه الفرحة تختفي سريعاً وسط طوفان الأخبار الحزينة والمحبطة (...)
في الأخبار أن مواطناً عثر على عقرب في رغيفة من الخبز الذي أشتراه فضجت وسائط التواصل بالخبر موثقاً بالصورة وبالفعل كانت العقرب ظاهرة للعيان ولكن يجب أن ننظر للأمر بزاوية أخرى.
الأول أن العقرب كانت مجرد أم نويويرة وهي تقوم مقام الحمل في الضأن وهي تمثل (...)
قلنا بالأمس أن أنماط الاستهلاك الجديدة تسببت في زيادة حجم ونوع النفايات، وعجز الجهات المختصة يعود لبعض الممارسات التي جعلت المواطن يحجم عندعم وتمويل نظام التخلص من النفايات لأن التحصيل يجري على قدم وساق، بينما التخلص من النفايات كسيح فتذهب الرسوم (...)
هي عيوني وعيونك أسباب لوعتي، والعين هي مدخل من مداخل الشيطان إذا استدام النظر أو تكرر، لذا أوصانا الحبيب المصطفى أن نغض البصر، وكما أن العين تصبح مصدر فتنة برؤيتها للأشياء الجميلة الفاتنة والساحرة فإنها أيضاً فيها من الحسد والكره والبغض ما قتل، ولكن (...)
شمبات من أشهر الأحياء التاريخية في مدينة الخرطوم بحري، وهي من أعرقها كذلك، وهي أيضاً اشتهرت بنشاط مثقفيها وحب أبنائها لها لدرجة كبيرة.. وحباها الله بموقع جغرافي جعلها قبلة للشعراء والفنانين ومحبي الخضرة والجمال.. كل هذا أثمر فئة من السكان محبة (...)
ليس لعباً بالحروف، ولكني على يقين تام بأن أكبر أكذوبة في تاريخ البشرية هي التي نعاصرها وتعصرنا، منذ تلك النازلة التي نزلت ببرجي التجارة العالمية في نيويورك ..فمنذ ذلك الحين روجت أمريكا لبضاعة الإرهاب بغية ضرب العالم الإسلامي تحت تلك الذريعة، ولأن (...)
اليوم السبت وعند الساعة الرابعة عصراً يلتئم بقاعة جامعة السودان المفتوحة اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة اتحاد المدربين السودانيين، وهي منظمة تشكلت قبل بضع سنين لخدمة المدرب السوداني ولم شعث المهنة، بعد أن تعذر في ذلك الوقت الحصول على العدد الكافي (...)
العبارة السائدة هي شظف العيش، وطالما أن العيش عندنا في السودان هو إشارة ذكية لكل مايؤكل به الإدام اياً كان حتى لو(قروض) أي) حاف (ولا نعني بحال من الأحوال القروض البنكية التي (قرضت) المال العام بفعل قوارض بشرية لا تخاف أكل أموال الناس بالباطل، (...)
قيض الله لي أن أمكث بضعة أشهر في شمال كردفان لأغراض التدريب في الإعلام التنمية البشرية، وكانت تلك سانحة نادرة لأتعرف عليها وإنسانها عن قرب، وأن أتابع مسيرتهم الناهضة لتنمية ولايتهم بجهد غير مسبوق، كان حادي ركبها قرتنا في الغرة مولانا محمد هارون، وقد (...)
طفت كل ولايات السودان، شرقها وغربها وجنوبها وشمالها ووسطها، ولم أرَ تهميشاً كالذي ظلل هذه الولاية وجارتها الشمالية، رغم أن سكانها قد عملوا منذ عشرات السنين بكل مفاهيم التنمية الشاملة التي تسود الآن في العصر الحديث، لأنهم لم يعتمدوا مطلقاً على (...)
أكثر الناس سعادة بأي اتفاق سياسي بين الفرقاء هم أصحاب الفنادق الذين شهدت استثماراتهم نجاحاً وازدهاراً غير مسبوق في عهد الإنقاذ، وقد قفزت الصناعة الفندقية ونمت ليس بسبب النشاط السياحي أو إقبال المستثمرين الأجانب لينفعوا بلادنا وينتفعوا بخيراتهم، فقد (...)