ما يدور الآن في السودان ليس صراعاً بين المكونين العسكري والمدني، ولكنها محاولة لنقل تجربة الفوضى الخبيثة للحوثيين وحزب الله لنشر عدم الأمن واللا استقرار، ثم تعبيد الطريق للانقلاب العسكري والانفصالات المنظمة للأقاليم تحت دعوى التهميش، و(البروفة) الآن (...)
يستعرض العسكر هذه الأيام مسلسلاً سخيفاً من الردح والهجوم على المدنيين مهملين دورهم الوطني في الدفاع عن الوطن، فهم يتفرجون على قرصنة صريحة يقوم بها أحد نظار القبائل ويحتل جزءاً استراتيجياً من البلاد. ويصرخ حميدتي بكل جرأة في وسائل الإعلام بأن البلد (...)
كان يوم الخميس 30 سبتمبر 2021 يوم مفاصلة بين ثورة الشعب وغضبة العسكر، وتدفقت جموع الشعب الحقيقي في كل شوارع السودان، بينما اختفى شعب العسكر والذي يمثله مناوي وترك والتوم هجو وسوداكال وعائشة الجبل وحسين خوجلي وكرتي وقوش.
صادف ذلك اليوم زيارة مجموعة (...)
تؤكد محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة اعتقاد العسكريين أنهم أوصياء على الشعب السوداني وأنهم هم وحدهم القادرون على وقف الفوضى وتحقيق الاستقرار، بينما الأوضاع الأمنية المتردية هي مسؤولية القوات المسلحة، فهم الذين أصروا على أن تكون وزارتا الدفاع (...)
يركز الإنقاذيون جهودهم في تصعيد عملية التخريب وإعاقة الثورة في مفاصل محددة للدولة يرون أنها مؤثرة وسهلة الاختراق، لذلك تم توجيه كتائب الظل بأن تنشط داخلها وتكثف عملها مستغلين الارتباك الحكومي والانفلات الأمني.
كانت حادثة جامعة النيلين وإعفاء د. مجدي (...)
قدم لنا سقوط كابول السهل لدرجة الدهشة نموذجاً ممتازاً للصداقة الأمريكية وحماية الأصدقاء والمتعاملين معها أو (العملاء) صراحة. فالصداقة والتعاون مفاهيم لا وجود لها في القاموس الأمريكي بسبب رؤيتها البراغماتية والامبريالية. فالايديولوجيا الأمريكية (...)
تمر الثورة بمرحلة عصيبة تتسم بقدر من التراخي والتقاعس في إنجاز شعارات ومبادئ الثورة وصرنا نسمع وسط الشباب، تعابير الإحباط والزهج ومافي فائدة وهذا ما تريد الثورة المضادة نشره وسط الشباب، والقيام بعملية نشر اليأس وسطهم ثم الانقضاض على ثورتهم المجيدة (...)
أثارت زيارة الفريق البرهان المفاجئة لتركيا لدي كثيراً من الدهشة والتساؤلات. على رأسها من الذي يتخذ القرار في الحكومة الانتقالية وكيف يتم ذلك؟ اظن هناك عدة مستويات: قرارات فردية، وأخرى يتخذها مجلس السيادة بمفرده واخرى يقررها مجلس الوزراء ثم قرارات (...)
يواجه اليسار في السودان أزمة شاملة تهدد دوره في الحياة السياسية السودانية رغم أننا عولنا كثيراً على دوره في ميلاد ديمقراطية مستدامة –سياسية واجتماعية. وهي أزمة متعددة الأوجه: فكرية وتنظيمية، ويرجع ذلك إلى ظروف النشأة والتطور.
ما هو اليسار (...)
تربطني بتونس علاقات مودة وفكر منذ فترة طويلة ففي مطلع الثمانينيات كانت جامعة الدول العربية قد انتقلت لتونس العاصمة بعد اتفاقيات كامب ديفيد، وكنا مجموعة من الاجتماعيين منهم عادل حسين (مصر) ودارم البصام (العراق) والطاهر لبيب (تونس) وشخصي، مكلفين بوضع (...)
في البدء لابد لي من شكر حمدوك في هذه المناسبة فقد خرج من صمت مريب في وقت مناسب. لم أعد أعتبر حمدوك ضعيفاً ولكنه رجل طيب وكريم ومجامل لذلك تنازل عن صلاحياته تدريجياً للئام وبالتأكيد لن ترجع له. لذلك خرج بالمبادرة والعادة المبادرات لا تأتي من رئيس (...)
من أهم شروط نجاح الفترة الانتقالية ضرورة انتهاج سياسة خارجية قائمة على استرتيجية علمية وخبرة جيدة ومفيدة بحيث تخدم هذه السياسة المصالح الحقيقية لهذا الشعب وتعود عليه بفوئد اقتصادية وأمنية. ويتميز السودان بموقع جغرافي ممتاز كان يمكن استغلاله مثل (...)
يثير أفندية الثورة هذه الأيام كثيراً من الضوضاء والتشويش في المشهد السياسي من خلال الحديث عن مصالحة وطنية تعيد الإخوان المسلمين للعمل السياسي وتعفيهم من المسؤولية عن خراب وفساد ثلاثين عاماً، مستغلين الحرية التي داسوها تحت أقدام دبابات الجيش في 30 (...)
صار من البديهي أن أي محاولة لإنجاز التنمية والنهضة الحضارية في أي بلد يتطلب أن تبني البلاد نظاماً تعليمياً عصرياً أي ينتمي لحضارة القرن الحادي والعشرين القائمة على العلم والعقلانية والحرية. ومن هذا المنطلق ازداد الاهتمام بالتعليم والمناهج الحديثة (...)
صار من البديهي أن أي محاولة لإنجاز التنمية والنهضة الحضارية في أي بلد يتطلب أن تبني البلاد نظاماً تعليمياً عصرياً أي ينتمي لحضارة القرن الحادي والعشرين القائمة على العلم والعقلانية والحرية. ومن هذا المنطلق ازداد الاهتمام بالتعليم والمناهج الحديثة (...)
تستمر فرفرة عناصر النظام البائد الفاسد هذه الأيام بنشاط بسبب غياب الردع الثوري الناجز، لذلك فهي تعمل على إضعاف أدوات مواجهة نظام النهب والفساد والوقاحة السياسية من قبل عناصر لا تملك أخلاق السودانيين ولا المسلمين ولا تعرف العيب والحياء والحرام (...)
رغم أنني لا أندهش أبداً لسلوك الدعاة وحكم قوى الأمن حسب لغة الإسلامويين ولكننى امتعضت كثيرا عندما تابعت محاكمة البشير ورأيت التهليل والتكبير لحاكم فاسد ومرتشي. فقد وقف مؤيدو المخلوع يهتفون رافعين أصابعهم التي تعود على توقيع شيكات الرشوة والفساد (...)
انفعلت مع المندوب الاثيوبي الذي كان يغالب دموع الفرح وهو يتلو بيان الاتفاق السياسي المبدئي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وقلت في نفسي هؤلاء هم الاشقاء الحقيقيون والذين يفرحون لفرحنا مثلنا وأكثر من فرحنا نحن بينما اخرون يتحدثون كثيرا عن (...)
من حق كل سوداني التعبير عن موقفه من الاتفاق الثنائي لتجاوز المأزق السوداني، وكل حل توافقي هو مشروع تنازل وتراجع ما، ولكن تفرضه حقيقية موازين القوة، وليس تمنيات وأحلام الثوار الرائعة والنبيلة .
وصلت البلاد إلى معسكرين : معسكر قوى الحرية والتغيير، أي (...)
من حق كل سوداني التعبير عن موقفه من الاتفاق الثنائي لتجاوز المأزق السوداني، وكل حل توافقي هو مشروع تنازل وتراجع ما، ولكن تفرضه حقيقية موازين القوة، وليس تمنيات وأحلام الثوار الرائعة والنبيلة .
وصلت البلاد إلى معسكرين : معسكر قوى الحرية والتغيير، أي (...)
علينا أن ندشن اليوم مرحلة أعلى من الثورة إلى مرحلة الشروع في مرحلة النهضة السودانية، وليس مجرد بناء الدولة الديمقرطية الحديثة وهذا مكون وشرط ضروري للنهضة .
فنحن ندخل عصرا شبيها بعصر النهضة الاروبية بعد العصور الوسطى المظلمة فقد دخلنا عصر ما بعد (...)
قبل الحديث عن الحكومة انتقالية أو انتخابات مبكرة لابد من تأكيد سيادة دولة القانون الحقيقي وليس قانون حميدتي الذي يسمح لجهات مجهولة من منع النيابة (رمز القانون وممثله ) من تفتيش منزل صلاح قوش دون أن يحرك المجلس ساكنا ويفرض سلطة النيابة .. لابد أن (...)
أخيراً من بعد تردد وتهوين من شأن الثورة الشعبية حسم الإمام الصادق المهدي أمره وقرر الانحياز ضد الشعب وتخذيل تصعيده لمعركته من أجل الدولة المدنية .. من البداية أستقبل المهدي ثورة الشباب بلغة لاتليق ممن ينصب نفسه مفكرا للوسطية وناشطا في نادي مدريد، (...)
أطل علينا د.علي الحاج محمد، الأمين العام للمؤتمر الشعبي مطالبا باشراك الاسلامويين الذين ثار عليهم الشعب في الحكومة الانتقالية التي هي وليدة ثورة شبابية شعبية أسقطت حكم الاسلام السياسي! والظاهر أن شهوة الاسلامويين للسلطة لم تخمد رغم ثلاثين عاما من (...)
في العام 1988م حين قرر الخميني وقف الحرب مع العراق بلا هزيمة أو انتصار قال أنه يتجرع السم ، والآن لم يجد البشير الشجاعة لتجرع السم مثل الخميني والاقرار ضمنا وليس علنا بالهزيمة، وبطريقته المراوغة يستجيب لمطالب الشعب، ولكن ليس تحت شعار تسقط بس بل يريد (...)