تستمر الاتهامات لقوات حفتر بدعم قوات الدعم السريع بالسودان عسكريا ولوجستيا ورغم نفيها المتكرر إلا أن الدلائل الموجودة على الأرض تؤكد صحة هذه التهم. أثبت تحقيق حديث لمنظمة مركز المرونة المعلوماتية في لندن، في تحقيق حديث لها وجود معسكر عسكري تابع لقوات الدعم السريع داخل الأراضي الليبية، في منطقة صحراوية قرب بلدة الجوفجنوب الكفرة. وأضافت المنظمة في تحقيقها، أن وجود المعسكر يثبت استمرار كون ليبيا مسار إمداد رئيسي لهذه القوات التي تخوض صراعًا مسلحًا ضد الجيش السوداني، وفق قولها. وحلّل منفذ التحقيق بيانات مفتوحة المصدر وصور أقمار صناعية، إضافة إلى مئات مقاطع الفيديو التي نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الماضية. وأكد فريق التحقيق أن ميليشيا الدعم السريع نقلت معدات عسكرية ووقودًا ومركبات عبر ليبيا، بعضها استُخدم لاحقًا في عمليات هجومية داخل السودان، من أبرزها الهجوم العنيف على مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور. وقال المحقق الرئيسي مارك سنوك، إن مهمة تحديد موقع المعسكر لم تكن سهلة، لكن استخدام أدوات متقدمة مثل نظام "بلاك ماربل" التابع لوكالة ناسا، ساعد الفريق في رصد مصدر ضوء جديد في صور الأقمار الصناعية الليلية، ما قادهم إلى موقع المعسكر قبل أسابيع من ظهور الأدلة البصرية على الإنترنت. وتُظهر الصور وجود أكثر من 100 مركبة مصطفّة داخل المعسكر، رغم صعوبة تحديد الرقم بدقة بسبب تداخل الصور وتنوع الآليات. وتمكّن المحققون من التعرف على شارات كتف تعود لميليشيا الدعم السريع، بالإضافة إلى ظهور قائد ميداني بارز داخل الموقع، ما دعم فرضية أن المعسكر يخضع لسيطرة مباشرة من قبل تلك الميليشيا.