* عانى عشاق الكرة السودانية الأمرين في الموسم الأسبق بسبب أزمة بث الدوري الممتاز بسبب صراع الاتحاد والتلفزيون والذي لم يكن في مصلحة متابعة الجماهير لمباريات الدوري عبر الشاشة البلورية في أعقاب خطوة اتحاد الكرة بفسخ التعاقد مع قناة النيلين التي كانت تحتكر بث مباريات الدوري في الموسم السابق وساد الاستياء أيضاً من القناة بسبب تواضع البث وعدم تقديم الحد الأدنى من المستوى الذي يرضي المشاهدين ، ورغم مرور الأزمة بخيرها وشرها والتفاؤل الذي حدا الشارع الرياضي في ترتيب نقل الدوري الممتاز للموسم المقبل لكن يبدو أن " الغول" سيظهر من جديد لمتابعي الدوري في ظل الغموض الذي يكتنف ملف البث بعد أن كانت شبكة " بين اسبورت" الرياضية القطرية قد أبدت نيتها في الدخول على خط نقل الدوري بشروط محددة أولها إنهاء الصراع تماماً والارتباط مابين اتحاد الكرة والتلفزيون القومي لضمان عدم الدخول في مشاكل قانونية بجانب عدم رغبة الشبكة في نقل جميع مباريات الدوري الممتاز والإكتفاء بنقل مباريات الهلال والمريخ فقط مع بعض المباريات البسيطة التي تحددها، وبالمقابل تقف قناة (قوون) أيضاً على رصيف الانتظار بعد أن دفعت بملفها لاتحاد الكرة لنقل الموسم الجديد لكن العقبة الكبيرة أيضاً تتمثل في الديون القديمة طرف الاتحاد لدى (قوون) وهو ما سيجعل نقل (قوون) للموسم الجديد تحت رحمة الموافقة على شروط اتحاد الكرة لمنحها الضوء الأخضر بينما سيكون من المستبعد إمكانية إرساء نقل الدوري من جديد للتلفزيون القومي بينما لم تعلن " الشروق " عن تفكيرها في التقدم بعرض لنقل النسخة العشرين لمسابقة الدوري الممتاز ، وحال إعلان شبكة بين اسبورت عدم رغبتها في نقل الدوري إذا لم تحسم المشاكل بين الاتحاد والتلفزيون قد تكون قناة (قوون) هى الأقرب من جديد للعودة إلى نقل فعاليات الدوري الممتاز في الموسم الجديد رغم الترسبات مع اتحاد الكرة الذي لن يجد حلاً قياساً على الهجمة الإعلامية والجماهيرية التي تنتظر الاتحاد حال عدم حسم الملف من وقت مبكر قبل بداية الدوري في نسخته العشرين في السابع والعشرون من يناير المقبل ، مسلسل الفشل في بث الدوري الممتاز بات عقدة مستأصلة في كل موسم رغم أن بث الدوري في أقرب الدول لنا " مصر" خط أحمر بمنع تشفير مباريات الدوري تحت كل الظروف، لأنه من حق الشعب أن يشاهد الدوري على القنوات مجاناً بينما يشكل بث الدوري في السودان أزمة كبرى في ظل عدم فعالية دور " رابطة أندية الممتاز" الحاضر الغائب والتي تكتفي بالتهديدات على الورق فقط في كل موسم وتتراجع مع أى جلسة مع اتحاد الكرة وخصوصاً في ملف حقوق البث ، الهلال أول من قرع طبول الحرب في وجه اتحاد الكرة، وشدد على رفض بث مبارياته حال عدم تسلمه المستحقات المتأخرة طرف الاتحاد إضافة إلى المستحقات للموسم الجديد وهو مايشير إلى ثورة البركان مبكراً لكن موقف الأزرق نال الاستحسان بسبب تساهل الأندية في انتزاع حقوقها لدى الاتحاد خاصة وأنه لا يعنيها تأخر الاتحاد نفسه في الحصول على المستحقات من الجهة الناقلة وفق الحق القانوني الذي يكفل للأندية الثورة على اتحاد الكرة ، ملف البث سيكون الأهم والأخطر قبل انطلاقة الموسم الجديد، ويبدو أن مسلسل الغموض سيتواصل حول الجهة التي ستنقل مباريات الدوري للموسم الجديد والذي يأمل فيه المشاهدين في تحقق المعجزة الصعبة بمتابعة الدوري دون مشاكل وأزمات لكن الأمر يبدو صعباً في ظل سياسات اتحاد الكرة الذي يعمل لمصلحته أولاً قبل مصالح الأندية في حقوق البث والرعاية لكن موقف الهلال سيدفع البقية إلى السير على خطاه قبل بداية الموسم ووضع الاتحاد أمام الأمر الواقع.