• قبل ست سنوات من الآن وتحديدا في العام 2009م لم يجد ملك الاردن جلالة الملك عبدالله الثاني بدا من مكافأة شركة ربحية اسهمت بمبادراتها الاجتماعية في رفد مجتمعاته المحلية ودعم مجالات التنمية والتطوير في بلده بقيمة دعم وصل بعد ثمانية عشر عاما من عطائها لاكثر من 40 مليون دينار سوى منحها وساما يليق وعظمة ما قدمته من عطاء فمنحها"وسام العطاء" من الدرجة الاولى تقديرا وامتنانا وعرفانا منه لاضطلاعها بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه بلده وشعبه خدمة من غير من..وعطاءً من غير أذى! • لم يقتصر امر تلك الشركة على الاردن فحسب بل تعداه لكل بلدان "البترودولار" البحرين والكويت والسعودية والكثير من البلدان العربية عطاءً خلف عطاء وبذلا وراء بذل دون ان تضعف لهم همة وان اختارت شبكتهم ان" تضعف" احيانا وتئن تحت وطأة كثرة محبيها وقطعا انهم لحالها لمصلحون ودون ان يلين لهم عزم مؤسسين اوائل لفكرة ان الربح الحقيقي بين الناس هو ثقتهم وود مجتمعهم ومحبتهم. • كانت تلك الشركة هي "زين" لخدمات الهاتف السيار ..مزود الخدمة الذي زاحم السودانيين على عشقهم وهواهم "الغلاب" اذ انني مؤمن بان للشعب السوداني قناعات اقرب للقطعيات وتيه وعشق ووله ومحبة تجاه اشياء محددة وعلامات تجارية عنها لا يحيد اولها "البيبسي" بزجاجته "الغبشاء القديمة" و"البوكس ال83" بشريطه الاحمر اللامع و الذي لا تحل محله في قلوب اهلنا في الجزيرة سيارات "الاوباما" او "الانفنتني" وظل محل ود كثير من ابنائهم من المغتربين وغاية آمال الاجداد قبل ان تنضم علامة تجارية ثالثة مؤخرا لهذين العشقين اسمها "زين". • من النادر جدا ان نقول في صحافتنا كلمة حق تجاه الكثير من مؤسساتنا الناجحة ذات العطاء الوافر..جُبلنا فقط على سلقها بالسنة حداد دون ان ننظر في احايين كثيرة الى الجزء الممتلئ من "الكوب"! • والجزء الممتلئ الآن من الكوب هو ان تبادر شركة اسست لاغراض ربحية ..بذل مساهميها المال لاجل جنيه من وراء خدمة المشتركين ، تبادر لتوظيف كثير من مالها لرعاية الانشطة الشبابية والرياضية وبذل المال لايقونتينا في سموات التنافس الافريقي الشريف– الهلال والمريخ. • ان ما تعتزم "زين" فعله اليوم بتقديم دعم مالي مقدر لقمتي الكرة السودانية الهلال والمريخ او لنقل المريخ والهلال بعيدا عن التعصب الارعن لهو امر جدير بان نتوقف عنده ببضع كلمات فكم من مؤسساتنا لم تفطن بعد للسفارة الشعبية المتحركة "كرة القدم" ولدورها في توحيد وجدان الشعوب وفعل ما فشلت ان تفعله اعتى الانظمة والحكومات ...كرة القدم صارت واجهة لكثير من الشعوب ولطالما اذابت جبالا من الجليد بين هذا الشعب وذاك ففطنت "زين" بمبادرتها هذه لهذا الجانب "غير المنظور" مؤثرة الوقوف جنبا الي جنب مع انشطة المجتمع والناس بدلا عن الوقوف على رقائق من الجليد الهش ما تلبث بها ان تتهاوى بها وتسقط! • دعم زين الذي ستقدمه منتصف نهار اليوم لقمتي الكرة السودانية الهلال والمريخ امر تتعدى دلالته فكرة بذل المال "غير المسترد" وصرفه على مجرد نشاط رياضي غير مهم كما سيتبادر لاذهان كثير من المتزمتين لتلامس عمق وجدان شعب فُتن بعشق اكبر حزبين جماهيريين في السودان ،هما حزبا الهلال والمريخ – الوطني والشعبي – مع حذف الياء بالتأكيد عند الصاق الوصف الاخير على الهلال وتركها لصاحب الوصف الاول ! • هذا الشعب يتنفس "كرة قدم" ..يعشق غالبيته الهلال ويدين الجزء المتبقي ببعض من "العشق الممنوع" للند الاخير المريخ ...يحفظ اسماء نجومه ولاعبيه اكثر من ما يعرف من اسماء الساسة والوزراء والمعتمدين ليس انتقاصا من قيمة فعلهم ولكن حبا وكرامة لعشقه الاصيل الهلال والمريخ لذا فان دعم شركة "زين" سيكون بمثابة ضخ الهواء النقي والنظيف في رئة شعب الهلال والمريخ الشغوف بالبطولات والمولع بتحقيق انتصارات ..الكاره لاية انكسارات. • انه لحري بنا ان نقول شكرا لزين وشكرا للفريق طيار الفاتح عروة رئيسها التنفيذي وعضوها المنتدب شكرا لان رياضتنا بحاجة حقيقية لمثل هذه النوعية من الشركات الداعمة للانشطة الاهلية والرياضية ولمثل هذا النوع من المبادرات ولن يهمنا قط حجم المبلغ الممنوح من الشركة وان عظم لان حجم الصرف في اندية كبيرة مثل الهلال والمريخ اكبر مما يتخيله الكثيرون ويكفينا فقط من هذه المبادرة صدقها وعمقها وملامستها لشغاف القلب بسؤال عن الحال قبل المال..سؤال يحمل في جوفه كثير حب وتحنان. • دعونا نقول لهم شكرا وان كانت زين من قبل قد طرحت في احدى مبادرتها شعار "جيل لا يعرف المستحيل " فسنطلق عليها بعد مبادرتها بدعم الهلال والمريخ اليوم بانها "شركة لا تعرف المستحيل" وشركة "الفعل الزين" • نصر الله الهلال والمريخ وافرح بانتصاراتهما قلوب اهل السودان بعد ان خاصم منتخبنا "اليتيم" وحامل علم السيادة الافراح طويلا وخر بالامس صريعا بمثلما وصفته الاديبة السورية غادة السمان " كالجريح المتروك في الميدان ينقب في جروحه عن حطام الرصاص واختار ان يموت رويدا رويدا يده على كأسه الأخيرة ، وعينيه على النزيف الشريف!