* كان منظر عجيبا في الاستاد حيث التفت مجموعة من المشجعين حول مقصورة رئيس نادي الهلال لتندد برئيسه السيد اشرف السيد الكاردينال في الوقت الذي كنت اتوقع فيه ان ينال رئيس الهلال تصفيقا يستحقه عن جدارة هؤلاء الغاضبون الذين لم تعجبهم خسارة الهلال من فريق الاتحاد اخذتهم الانفعالات العابرة التي لا تليق بمشجعين خبروا كرة القدم من حيث هي لعبة تقبل الفوز والخسارة وYلا لانتهت متعتها ما لم يعجبني ايضا ان بعض الاصدقاء الصحفيين في الصحف الرياضية دخلوا في دائرة تلك الانفعالات فاوسعوا السيد رئيس الهلال نقدا وشتما لا يستحقهما اطلاقا هؤلاء واولئك اغفلوا ثلاث حقائق اساسية. * اولا ان الهلال ادى واحدة من افضل المباريات في الموسم داخليا وخارجيا ولاول مرة احس بان لاعبيه ادوا ادوارهم بمسؤولية وعاندهم الحظ كثيرا. * ثانيا ان المباراة لم تنته بعد .صحيح ان الهلال خسر شوطها الاول ولكن لا يزال هناك شوط آخر وبامكان لاعبي الهلال التعويض فبدلا من ان تشجع الجماهير التي احتشدت يومها اللاعبين تحولت لاداة هدم لنفسيات اللاعبين وتثبيط هممهم وهم مقبلون على شوط آخر. * ثالثا المناخ الكروي اصبح موبوءا بالتعصب والسخرية ولذا يقع اللاعبون تحت ضغط جماهيري غير واع بخطورة واثر ذلك على اللاعبين فالصيحات التي تصدر من المدرجات اغلبها مستهجنة اخطاء اللاعبين اضافة الى صمت غريب يلف الملعب المكتظ بالآلاف وكأنهم جاءوا للفرجة لا التشجيع من يرغب في الفرجة فعليه ان يجلس في بيته ويشاهد التلفاز ولا يتعب نفسه بالذهاب للاستاد فالهلال او المريخ ليسا بحاجة للدخل بقدر ما هما بحاجة للدعم المعنوي. * لا اعرف ماذا يمكن ان يفعل اداري او رئيس نادي اكثر ما يفعله اشرف الكاردينال وجمال الوالي فكلاهما يبذل من ماله وجهده ووقته الكثير واحيانا ما لا يطيقه بشر متحملين الشتائم والاساءات التي تبلغ الذمم والاعراض هل مطلوب من رئيس النادي اكثر من تجهيز الفريق والصرف عليه بطريقة الحواة؟ هل مطلوب ان تجعل ادارة النادي الفريق منتصرا على مدار العام وفي كل المباريات؟ * ما اخشاه حقيقة ان تؤدي تلك الممارسات من بعض المشجعين والصحافيين لابتعاد اناس لديهم استعداد للبذل والعطاء والتضحية بجهدهم واموالهم في مجال كرة القدم الذي اصبح طاردا لاغلب الرأسمالية الوطنية وقد لا تدفع فيه الدولة مليما للفرق القومية ولولا مساهمات جهاز الامن المليارية لما استطاع فريقا الهلال والمريخ مواصلة اللعب في دور الاربعة, كثير من الرأسماليين يستمتعون بأموالهم بعيدا عن ضجيج كرة القدم وبعيدا عن الجماهير في شواطئ آسيا واوروبا ولكن آخرين اختاروا البقاء بين جماهير كرة القدم ينفقون من اموالهم على فرقها بغير حساب فليس من العقل ان نفقدهم في وقت تحتاج فيه فرقنا للدعم المادي وليس للكواريك والشتائم. * اشرف الكاردينال وجمال الوالي يستحقان الف شكر على انهما قادا الهلال والمريخ في ظروف صعبة وارتقيا بهما الى مصاف افضل اربعة فرق افريقية ومهما جرى في دور الاربعة فهما يستحقان الثناء لا الشتائم.