* التعاقد مع المدرب الروماني ايلي بلاتشي ليس بالخبر المفاجئي للعارفين ببواطن الأمور في الهلال، لأن الطريقة التي غادر بها العشري تؤكد أن الكاردينال قد جهز البديل، ولكن من يضمن استمرار (صائد البطولات) ولا يلحق بالبرازيلي كامبوس والبلجيكي باتريك و التونسي نبيل الكوكي والفرنسي جون كافالي و المصري العشري، لأن أسباب هروبهم أو إقالتهم ما زالت موجودة، ولا يستطيع أي مدرب مهما كان اسمه وخبرته أن ينجح في ظل هذه الأجواء المسمومة والمشحونة. * إذا تعاقد الهلال مع البرتغالي مورينيو سيفر بجلده هارباً أو مقالاً.. لأن عوامل النجاح ليست شعاراً جميلاً وأموالاً تصرف بسخاء، بل منظومة متكاملة تفهم في (شغل الكورة) تجيد التخطيط والتعامل باحترافية مع الجهاز الفني واللاعبين والإعلام، لأن تجربة هارون قد أثبتت فشلها ويكفي ما قاله فيه العشري أمس. * تعودنا على تمجيد المدربين لحظة التعاقد ورفعهم في السماء ووصفهم بالسحرة، ووصف بلاتشي بصائد البطولات لا يختلف كثيراً بوصف البلجيكي باتريك أوسميس بالمدرب العالمي، ولكن عندما جد الجد تمت إقالته طاردته لعنات الفشل والإخفاق من أشخاص لا يفقهون (ألف باء تاء) في قاموس كرة القدم ولكن من أجل يكون الراعي في الحفظ والصون لا بد من وجود كبش فداء وضحية تتحمل الإخفاق. * الذين ركزوا على الألقاب التي أحرزها بلاتشي من قبل عليهم أن يدركوا تماماً وقبل أن يسرفوا في الأحلام أن هذا المدرب عنيد وصاحب شخصية قوية ولا يسمح بالتدخل في عمله ولا بالوصايا التي أجبرت العشري على الهروب، وإذا كان الكاردينال يريد أن يمنح بلاتشي كل الصلاحيات دون تحديد من يلعب ومن لا يلعب سنبارك لها التعاقد مع هذا المدرب ولكن إذا أراد التعامل معه بنفس الطريقة التي تعامل بها مع المدربين السابقين سنؤكد له أن بلاتشي سيرحل قبل أن يكمل الشهرين مع الهلال. * وللذين تعودوا على خداع الجماهير أن يعرفوا أن بلاتشي شخصية عنيدة جداً بدرجة أعلى من الفرنسي غارزيتو الذي درب الهلال والمريخ من قبل مع تشابههم في بعض التفاصيل، ولا يستطيع كائن من كائن أن يطالبه بشئ، خاصة في علاقاته بالإعلام من واقع سياسته التي تقوم على خلق علاقة جيدة مع وسائل الإعلام ويسعى إلى تمليك الحقائق بنفسه دون وسيط أو رقيب. * بقدر ما يملك بلاتشي من خبرة وإبداع فني فهو غاوي مشاكل وصراعات مع النجوم الكبار ولا يمر يوم إلا ولديه مشكلة لاعب جديد وأن تجربته مع الهلال السعودي تؤكد ذلك بجلاء كما أنه يفتعل المشاكل دائماً قبل المباريات المهمة، الشئ الذي يفرض على إدارة الهلال الاستعانة بجهاز كرة على أعلى مستوى، حتى يستطيع ترويض المدرب الروماني الذي يمكن أن يصنع الفريق الذي يحلم به الكاردينال إذا أبعد عنه الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على الهلال ويفهون في كرة القدم أكثر من أي مدرب في العالم. * التعاقد مع الروماني بلاتشي وبكل هذه التفاصيل يبقى سلاح ذو حدين، من واقع تركيبته وشخصيته القوية التي ترفض تدخل كائن من كان في عمله التدريبي، بجانب أنه رجل غني حصل على ما يريد من مال خلال تدريبه في الخليج العربي، وفي نفس الوقت يمكن أن يحقق مع الهلال ما فشل فيه السابقون، ولكن هل رئيس الهلال قادر على حمايته من الآلة المدمرة التي ظلت تهدم في البناء باستمرار ولم يبق لها إلا الكاردينال نفسه بعد أن طالت حربها المدرجات. * وإذا كنا نرى أن المصري طارق العشري قد هرب من تحمل المسؤولية فإن بلاتشي سبق له الهروب من تدريب الهلال السعودي الذي وفر كل شئ وبه بيئة عمل مساعدة على النجاح ومع ذلك هرب، وهذا يفرض علينا أن نتوقع هروب هذا الروماني أيضاً، لأن أسباب الهروب متوفرة وعلى قفا من يشيل ومن الأفضل للكاردينال أن يجهز لهذا المدرب تذكرة العودة والبديل إذا لم يوفر له الحماية ويمنحه الصلاحيات ويغيِّر سياسته في التعامل مع المدربين. * التعاقد مع المدرب الروماني ايلي بلاتشي لا يختلف كثيراً عن التعاقد مع باتريك والكوكي وكافالي والعشري، بل هو جزء من السلسلة الماسية التي أشرفت على تدريب الهلال في عهد مجلس الكاردينال ووصفه بصائد البطولات ليس بالأمر المهم، لأن النجاح في التدريب أصبح ليس مرتبطاً بالتاريخ إنما بمناخ العمل، وإذا كان الكاردينال حريصاً على الاستقرار عليه أن يمنح بلاتشي كل الصلاحات ويبعد عنه الذين يعتبرون أن الهلال ملكهم حتى لا يهرب سراً ويتمنى للهلال موسماً سعيداً.. والسلام. * بيان اللجنة الأولمبية السودانية حول قرار لجنة التحكيم الاتحادية *