شكلت لحظات وصول النجم الزمبابوي المرعب إدوارد سادومبا لمطار الخرطوم فجر أمس الثلاثاء لوحة رائعة وصورة بديعة من صور الوفاء لمن أجزل العطاء ولحسن الطالع فقد قيض الله لي فرصة أن أكون شاهداً لتلك اللحظات منداخل صالة الوصول بمطار الخرطوم الدولي لأشهد الفرحة في عيون الفتى وكأنه من بني جلدتنا وفرحة الموظفين والعاملين بالمطار لدى إستقبالهم للنجم متعدد الألقاب سادومبا .. ساسا ... ديدوزا وغيرها وكثرة الألقاب تدل على عظمة المسمى ,ومثلما أبكى سادومبا كل الشعب السوداني وهو يودع الهلال بالدموع عبر فضائية (قوون) في تلك الحلقة الشهيرة والتي كنت حضوراً بل ومشاركاً فيها من داخل الإستوديو فها هم الرجال يذرفون الدموع فرحاً بعودته ويبللون ساحة مطار الخرطوم . الوفاء قيمة هلالية موروثة فتحنا أعيننا على الدنيا لنجد راية الهلال وهي ترفرف عاليةً خفاقة في سماء الكرة السودانية والأفريقية والعربية , لم تسقط راية الهلال قط بل ظلت دوماً في القمة توسدها الجماهير المليونية المحبة أضلعها وتضعها على حدقات ورموش أعينها . لم تكن رحلة ما يزيد عن الثمانية عقود من عمر الزمان سهلةً ميسورةً ولكن جيل الأجداد والاباء تحمل المشاق وسكب العرق مدراراً حتى تصل إلينا الراية وهي على قمتها تأبى أن تسقط, ومثله والألعاب الأولمبية التي ظلت باقية منذ العهد القديم إلى يومنا هذا فسوف تظل راية الهلال عالية خفاقة وتبقى ما بقي الزمن. ذلك لأن الهلال كيان كبير يرتكز على قيم رفيعة وسامية مثلما ترتكز الألعاب الأولمبية على مجموعة من القيم الرفيعة ,فالوفاء قيمة هلالية موروثة جيل إثر جيل ولذلك لم يكن مستغرباً أن يعيد مجلس إدارة نادي الهلال الفارس سادومبا إلى صهوة جواده الأزرق ليعطر سماوات ملاعبنا الخضراء بإبداعاته الكروية الأصيلة وإنطلاقاته المثيرة. الكاردينال يفي بوعده ويعيد سادومبا وعقب تلك الحلقة وبعد أن ودع سادومبا الشعب السوداني وشعب الهلال قام قطب النادي الكبير وقتها والرئيس الحالي لمجلس الإدارة الدكتور أشرف سيد أحمد حسين الكاردينال بإستدعاء سادومبا إلى منزله بحي (قاردن سيتي) وكان معه الاستاذان هشام محمد أحمد وخالد النقر وكنت حضوراً أيضاً لذلك اللقاء وفي معيتي المصور البارع أبوبكر شرش ويومها قال الكاردينال لسادومبا أنه من أكثر المعجبين بطريقته في الاداء متعهداً بإعادته للقلعة الزرقاء وها هو الكاردينال يفي بوعده ويعيده لعشقه والكرة الآن في ملعبه حتى يثبت للجميع أنه لا يزال يحتفظ بألقه القديم. سادومبا والنجاح وجهان لعملة واحدة الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل تثبت وبالدليل القاطع أن المحترف الزمبابوي هو الأفضل بين كل المحترفين الذين تعاقبوا على الدوري السوداني فقد أحرز عدداً من الأهداف لم يستطع أي منهم إحراز مثلها أو الإقتراب منها خلال فترته مع نادي الهلال ,حتى خلق قاعدة جماهيرية عريضة ظلت تتغني بإسمه وادوارد سادومبا هو هداف الهلال الأفريقي، برصيد 23 هدفاً متقدماً على زميله السابق مدثر كاريكا صاحب ال22 هدفا، حيث بدأ ساسا رحلته الإحترافية مع الهلال في يونيو 2009، حتى ديسمبر 2012، قادماً من بيدفيست ويتس الجنوب أفريقي الذي لعب له معاراً من فريق ديناموز هراري، ولعب للهلال ثلاث سنوات ونصف، وسجل 118 هدفاً بشعار الهلال، في 142 مباراة، منها 38 هدفاً في 66 مباراة بالدوري الممتاز، و27 هدفاً في 15 مباراة بكأس السودان وهو أول لاعب في تاريخ منافسة كأس السودان يسجل 9 أهداف في مباراة واحدة وكان ذلك في شباك الجميعابي الكاملين، و13 هدفاً في 23 بدوري أبطال أفريقيا، وعشرة أهداف في بطولة الكونفدرالية، و38 هدفاً في المباريات الودية وزار شباك المريخ أربع مرات. ولم يقتصر نجاح سادومبا فقط في مسيرته الإحترافية مع نادي الهلال فهو ومنذ إنطلاقته مع نادي ديناموز هراري أشهر ناد في بلده زمبابوي ظل هدافاً للفريق حتى طاردته أندية جنوب أفريقيا ليظفر نادي بيدفيست ويتس بخدماته وبعد أن إنتهى عقده مع نادي الهلال إتجه نحو الدوري الإماراتي لمدة ستة أشهر ومنها إلى النادي الأهلي بنغازي الليبي ليقوده لدوري أبطال أفريقيا مع الكبار ويسهم في إقصاء الأهلي المصري بأهدافه الحاسمة وقد تصدر قائمة هدافي الدوري الليبي ,لينتقل في الموسم الحالي لنادي الأهلي طرابلس ولكنه أنهى تعاقده مع الفريق بالإتفاق مع رئيسه بو عون بالتراضي وذلك لعدم وجود نشاط بليبيا نظراً لتردي الأحوال الأمنية . وطوال مسيرته ظل سادومبا والنجاح وجهان لعملة واحدة ولحسن طالع جماهير الهلال فإن الفتى قد أحب الهلال وأحب السودان بل ظل يردد دوماً أن السودان هو بلده الثاني . جماهير الهلال على موعد مع أهداف البطاح تعهد سادومبا بأن يسعى دوماً لإحراز الأهداف لأنه يعرف أن جماهير الهلال تحب معانقة الكرة للشباك ,وقال أن مجلس إدارة نادي الهلال قد طوق عنقه بجميل لن ينساه ما بقي على ظهر البسيطة بإتاحته الفرصه له لمعانقة جماهير الهلال التي لا يستطيع بالكلمات وصف مدى حبه وتعلقه بها وأن يتحرق شوقاً للمشاركة في المباريات حتى يرد لها جمائلها. ولذلك نقول وفي ثقة بأن جماهير الهلال موعودة مع أهداف البطاح سادومبا الذي يحفظ لغة مغازلة الشباك عن ظهر قلب تساعده في ذلك مهاراته المتعددة وسرعته الفائقة.